اخبار عاجلة

  • كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله حول آخر التطورات السياسية 13-7-2022

    كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله حول آخر التطورات السياسية 2022-07-13

    أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، الحمد الله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا ونبينا ‏خاتم النَّبيين أبي القاسم محمَّد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطَّاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع ‏الأنبياء والمرسلين‎.‎

    السَّلام عليكم  جميعاً ورحمة الله وبركاته.

    يقول الله تعالى في كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم ” أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير* الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا اللَّه ُوَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ” صدق الله العلي العظيم.

    في بداية الكلمة أتوجه إليكم جميعاً بالتبريك بهذه الأيام العزيزة والمباركة، أيام عيد الأضحى المبارك، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يُعيده على شعبنا وعلى أُمتنا وعلى منطقتنا وعلى العالم بأوضاع أفضل من هذه.

    كما نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل من حجاج بيت الله الحرام، وأن يَمن عليهم بالسلامة، بسلامة العودة الآمنة الناعمة الهانئة إلى بلادهم وإلى بيوتهم وإلى عائلاتهم.

    من واجبي أيضاً قبل أن أبدأ بحديث هذه الليلة ومناسباتها، أن أتوجه بالتعبير عن المواساة والعزاء بوفاة سماحة العلامة الشيخ عبد السلام عباس الوجيه أمين عام رابطة علماء اليمن، أتوجه إلى عائلته الكريمة، إلى السادة العلماء في رابطة علماء اليمن، إلى كل العلماء، إلى الشعب اليمني العزيز، إلى قيادة أنصار الله، وعللى رأسها الأخ العزيز سماحة السيد عبد الملك الحوثي حفظه الله وحفظهم جميعاً ونصرهم جميعاً، هذا العالِم المجاهد والشجاع والصامد الذي قضى عمره في خدمة الإسلام العزيز، وفي الدفاع عن الشعب اليمني المظلوم في كل الحروب التي شُنت عليه فيما مضى والآن، وقضى عمره أيضاً في الدفاع عن قضايا أمتنا، وفي مقدمها قضية فلسطين والقدس، ووقفته الدائمة والقوية والشجاعة إلى جانب المقاومة في لبنان في كل المراحل، وما واجهته منطقتنا وشعوب منطقتنا من مؤامرات وتهديدات، أسأل الله أن يَمن عليه بالرحمة وعلو الدرجات.

    أيها الإخوة والأخوات، هذه الايام هي مناسبة، هي عدة مناسبات، مناسبة عملية “الوعد الصادق” التي نُقذت يوم 12 تموز، عملية الأسر، والتي بعدها بدأت مواجهة الحرب العدوانية على لبنان في تموز 2006، والتي امتدت 33 يوماً وانتهت بالإنتصار الكبيرفي 14 آب 2006.

    تأتي هذه الذكرى هذه السنة متزامنة مع إحتفالنا في حزب الله بالأربعين ربيعاً، يعني مُضي أربعين سنة أربعين عاماً ربيعاً من عمر مسيرتنا وحركتنا الإيمانية والجهادية.

    في موضوع الأربعين ربيعاً، فقط أود أن أُشير  نحن لا نَريد أن نُحدد هنا ذكرى سنوية لتأسيس حزب الله أو لنحتفي بها في كل سنة، كلا، نحن هناك خصوصية للأربعين عاماً، للأربعين ربيعاً، لها دلالاتها المعنوية والثقافية والفكرية والروحية والواقعية، يُمكن أن أتحدث عنها لاحقاً، من يبقى على قيد الحياة إن شاء الله يُمكن أنه في مثل هذه الأيام أو الأسابيع يَحتفل بعشرية مثلاً، خمسين ربيعاً أو ستين ربيعاً أو سبعين ربيعاً، لكن لسنا في وارد أن نحتفل إحتفالاً سنوياً بالتأسيس، لأننا لم نُحدد يوماً للتأسيس، وننطلق منه على هذا الأساس.

    أيضاً جرت العادة أن نحتفل بمناسبة الإنتصار في حرب تموز أو ما يُسمى بحرب 33 يوماً، نحتفل في 14 آب، يعني في نهاية الحرب وليس في بدايتها.

    نحن نُخطط إن شاء الله لإحتفالٍ واحد في شهر آب، نَجمع فيه، كي لا نُعذب الناس بأكثر من إحتفال، نَجمع فيه خاتمية أو ختم الأربعين ربيعاً وذكرى الإنتصار الإلهي في حرب تموز وذكرى التحرير الثاني في مواجهة الجماعات التكفيرية في السلسلة الشرقية، لذلك كلمة اليوم ليست بديلاً عن ذلك الإحتفال، وعن ما يجب أن يُقال في مثل هذه الذكرى بتوسعٍ أكثر.

    أُريد اليوم من خلال ذكرى حرب تموز أن أَدخل إلى بعض الإستحقاقات الأهم التي تُواجهنا في لبنان وفي المنطقة، وطبعاً موضوعي الأساسي سيكون هو الإستحقاق القائم، الذي يُتابعه كل اللبنانيين، ويرتبط بمصير لبنان وطناً ودولةً وشعباً، وهو ما يعني مسألة الحدود البحرية وموضوع النفط والغاز واستخراج النفط والغاز، وكل هذا الملف العالق مع الكيان الصهيوني.

    أولاً: من جملة انجازات المقاومة، يعني أُريد أن أدخل من بعض انجازات المقاومة إلى الملفات الحالية، من جملة انجازات المقاومة في حرب تموز كان من جملة الإنجازات إسقاط المشروع الأميركي في الشرق الأوسط، في الشرق الأوسط الجديد، الذي كانت تعمل له إدارة جورج بوش، وجاءت كوندريزا رايس وتحدثت عنه في المنطقة وفي الأيام الأولى من الحرب العدوانية على لبنان في تموز، هنا قالت كوندريزا رايس أنه نحن نَشهد مخاض ولادة شرق أوسط جديد.

    كُلنا يَذكر، فقط بلمحة سريعة، بعد أحداث 11 أيلول ، التي اتخذت ذريعةً  لغزو المنطقة، وبدأ الغزو واحتلال أفغانستان ولاحقاً احتلال العراق، والتواجد العسكري الأمريكي المباشر، كان يوجد مشروع أميركي للسيطرة على المنطقة من خلال القوات العسكرية المباشرة، الحشود الهائلة التي جاءت إلى المنطقة، الأساطيل البحرية وقوات الإحتلال، وفي المرحلة الثانية بعد غزو أفغانستان والعراق، وهذا ما شَهدت به بعد ذلك الوثائق والمستندات، وما قاله كبار السياسيين والمحللين، المرحلة الثانية كانت القضاء على المقاومة في فلسطين والمقاومة في لبنان، وضرب الدولة والنظام في سوريا والسيطرة عليها، وبالتالي تبقى إيران فَتُحاصر وتُعزل، هذا كله كان مطلوباً في ال2006، وفي ال2007 يذهبون إلى إسقاط النظام الإسلامي في إيران، وتُسيطر أميركا بشكل مباشر من خلال قواتها وجنرالاتها وحكامها المباشرين، وليس فقط من خلال الأدوات، على منطقتنا وبحارنا وخيراتنا وثروات هذه المنطقة الهائلة، ويكون فيها الكيان الصهيوني المؤقت الغاصب هو المحور السياسي في السياسية وفي الأمن وفي الإقتصاد وفي العلاقات، ويُصبح وجوداً طبيعياً، هذا كان الشرق الأوسط الجديد، يمكن في داخل هذا المشروع  كانت توجد أفكار حول تقسيم بعض الدول وما شاكل، في كل الأحوال حرب تموز، صمود المقاومة وصمود لبنان في حرب تموز، فشل أهداف الحرب، وجه ضربة قاسية لا أقول لوحده أسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد، وجه ضربة قاسية جداً لمشروع الشرق الأوسط الجديد، لأن النوبة حينئذٍ لم تصل إلى سوريا ي ذلك الوقت، صعود للمقاومة في فلسطين وصعود للمقاومة في العراق أجبرت الإحتلال الأميركي على الإنسحاب في ذلك الوقت قبل العودة بحجة داعش، صمود سوريا وصمود إيران وصمود لبنان وتصاعد قوة المقاومة في لبنان أنهى مشروع الشرق الأوسط الجديد، ما يُمكن أن نُسميه بالنسخة، تلك النسخة للمشروع الأميركي، لأنه دائماً يوجد مشروع أميركي للهيمنة في المنطقة، وتوجد خطط وتوجد نسخ، تلك النسخة تم إنهائها وإسقاطها، والضربة الكبرى الأساسية التي وُجهت لهذا المشروع كانت في حرب تموزفي لبنان، اليوم طبعاً هم اعتمدوا فيما بعد نسخاً مع مجيء إدارة أوباما، حيث راهنوا على الربيع العربي وأدخلوا المنطقة فيما أدخلوها فيه، واليوم توجد أيضاً نسخ جديدة، في هذا السياق تأتي زيارة الرئيس الأميركي بايدن إلى منطقتنا، من هنا أدخل فقط بكلمتين عن زيارة الرئيس الأميركي، كثرت خلال الأسابيع الماضية التحليلات والتوقعات قبل مجيئه، كثيراً تحدثوا عن تشكيل ناتو عربي، البعض تحدث عن تشكيل ناتو شرق أوسطي يضم دول عربية وخليجية مع كيان العدو، البعض تحدث عن مشروع دفاع جوي واحد عربي إسرائيلي، البعض تحدث عن تأسيس حلف جديد تحت أي عنوان من العناوين، وهدفه الوقوف في وجه إيران، الجمهورية الإسلامية، البعض بنى الكثير من الآمال، والحقيقة الكثير من الأوهام على هذه الزيارة، أنا لا أُريد أن أُتعبكم ونُتعب أنفسنا بالتحليل، لأنه الآن “الزلمي” وصل اليوم، وبعد كم يوم سوف يتبين، هل يوجد حلف جديد؟ هل يوجد ناتو عربي؟ هل يوجد ناتو شرق أوسطي؟  هل يوجد دفاع مشترك جوي؟ سوف يتبين ذلك، حتى لا نُعذب أنفسنا، لكن سأكتفي بكلمة في هذا المجال، يجب القول أن أميركا، أقول هذا للشعب اللبناني ولشعوب المنطقة ولكل المتابعين، أن أميركا اليوم غير أميركا في ال2003 وال 2006، الرئيس الأميركي العجوز، يعني أنتم عندما ترونه الآن بسنه ومشيته وحركاته، الرئيس الأميركي العجوز هو صورة عن أميركا التي بدأت تدخل مرحلة الشيخوخة أو دخلتها بالفعل، اليوم موقع أميركا في العالم مختلف، الخروج على إرادة أميركا في العالم أصبح أمراً مألوفاً وطبيعياً في الكثير من مواقع العالم، في وضعها الإقتصادي أعلى نسبة تضخم منذ أكثر من أربعين عاماً، وتُتابعون الأخبار، حتى أخبار الفقر والمشردينفي أهم المدن الأميركية، للذي يُتابع، لأنه يوجد ناس فقط ينقلون لك عن أحد الأحياء، لكن بقية الأحياء لا ينقلونها لك، الوضع الإجتماعي الداخلي، الثقافة العنصرية وروح العنصرية والتشققات الداخلية والوضع الأمني الداخلي، هذا الذي يُنقل هو بعض ما يَحصل في الولايات المتحدة الأميركية من أحداث أمنية هائلة داخلية، أنا أعتقد، لكن هذا ضعوه في البال، أن هذه  أميركا هي ليست أميركا التي كانت منذ عشرين سنة، أميركا الآن هي في وضع مختلف، في وضع مختلف تماماً، من جهةٍ أخرى أنا أعتقد أنا ما جاء بالرئيس الأميركي إلى المنطقة هو من أجل أمرين:

    -الأمر الأول: هو إقناع دول الخليج بإنتاج وتصدير المزيد من النفط والغاز، هذا هو الموضوع الأول والأساسي، حتى قبل موضوع “إسرائيل”، موضوع “إسرائيل” يأتي رقم اثنين، لماذا؟ لأن أميركا مدى البحث يُفيدنا في المقطع الثاني، الذي نُريد أن نتكلم فيه والذي له علاقة بلبنان ونفط وغاز لبنان، أمريكا اليوم تخوض حربًا كبرى في مواجهة روسيا، وطبعًا عندها لاحقًا مشكلة الصين. هي ‏دخلت بالحرب لكن لا تجرؤ أن تواجه مباشرة لأنّه بالنهاية دول نووية يمكن أن يؤدي ذلك إلى ‏حرب عالمية ونووية. فهي تقاتل بالأوكرانيين حكومة وشعبًا وجيشًا، وجرت معها كل الدول ‏الأوروبية التي بدأت تعاني، بدأت تعاني بشدة على المستوى الاقتصادي، على مستوى اليورو، ‏ على مستوى الشتاء القادم. اليوم مثلًا سمعت في الأخبار أنّه إذا توقف الغاز الروسي لمدة أطول عن ‏ألمانيا من مدة الصيانة، هناك ملايين الوظائف في ألمانيا سوف تنتهي. على كلٍ أمريكا جاءت ‏بالدول الأوروبية وجاءت بحلف الناتو وتخوض معركة حقيقية في أوكرانيا، ولا تستطيع أن تسمح ‏لروسيا أن تنتصر في هذه الحرب. أهم عناصر هذه المعركة بشدّة هو ما يرتبط بالنفط والغاز ‏الروسي لأنّه إذا قبلوا باستمرار النفط والغاز الروسي بالوصول إلى أوروبا معناها كلّ العقوبات ‏التي فرضت لن تنجح، والعملة الروسية تبقى قوية، والواردات المالية للخزينة الروسية عالية جدًا.‏

    فإذًا من أهم عناصر المعركة الأمريكية الروسية هو أن تقاطع أوروبا النفط والغاز الروسيين، هذا ‏يحتاج إلى بديل. من الذي تعهد بتأمين البديل؟ الولايات المتحدة الأمريكية، والأوروبيون قاموا ‏بمساعٍ مع الدول فلان فلان وفلان لم يصلوا إلى نتيجة. اليوم الأمريكان  شغلهم وعملهم الأساسي، ‏ومهمتهم الأولى التي هي مهمة حاسمة ومؤثرة بشكل حاسم في موضوع مصير ونتائج الحرب ‏الروسية الأوكرانية هو موضوع تأمين النفط والغاز البديل لأوروبا، والوقت يضيق لأنّه مفترض ‏خلال الصيف وبداية الخريف تكون الدول الأوروبية خزّنت ما تحتاج من غاز ومن نفط لأنّه ‏عندما يأتي الشتاء يكون قاسٍ جدًا.‏

    فإذًا هو قادم من أجل النفط والغاز بالدرجة الأولى، ويا دول الخليج يا سعودية، يا إمارات، يا قطر، ‏يا كويت يا ما بعرف مين كلكم معنيون بزيادة الإنتاج، لأيّ درجة يمكنكم رفع الإنتاج؟ وإلى أيّ ‏حد يمكنكم التوصيل إلى أوروبا؟

    الأمر الثاني، نعم إسرائيل، تأكيد التزام أمريكا بأمن اسرائيل، أمن الكيان والدفاع عن الكيان وأولوية ‏الكيان والتأكيد على مشروع التطبيع مع بعض الدول العربية إذا أمكن توسعة دائرة التطبيع. ‏بطبيعة الحال إيران ستكون حاضرة، محور المقاومة سيكون حاضرًا، لكن هذا هو الموضوع ‏الأساسي الآن بالنسبة إلى بايدن. الأمور الأخرى مثلًا موضوع فلسطين ليس لديه ما يقوله للشعب ‏الفلسطيني خلصنا هو تحدّث في المطار اليوم عن مشروع الدولتين بشكل مجاملات حتى قال لهم ‏هذا الموضوع أعرف بالأدبيات عندكم غير وارد، لكن لا تواخذونا مضطر أن أتحدّث عن مشروع ‏الدولتين. ليس لديه ما يقدّمه على الإطلاق للشعب الفلسطيني، وهو على كل حال من الساعة الأولى ‏مثلما يقال أول طلوعه أول طلته أعطى علمًا لكل شعوب المنطقة أنّه صهيوني، وقال ليس ‏بالضرورة أن تكون يهوديًا لتكون صهيونيًا.‏

    في موضوع اليمن ما يسعى إليه بايدن بعد البيان والمقالة التي نشرها أنّه ساعد بالهدنة في اليمن، ‏نعم هو يريد الهدنة في اليمن، وعندما أرادت أمريكا الهدنة في اليمن حصلت هدنة في اليمن. طبعًا ‏المظلومون اليمنيون أمام فرصة الهدنة كانوا أمام تجربة يريدون الاستفادة منها إيجابا لمصلحة ‏شعبهم، لكن ما يجب أن يطالب به بايدن هو ليس تمديد الهدنة في اليمن، وإنّما إنهاء الحرب في ‏اليمن، إنهاء الحرب وليس قفط وقف إطلاق نار، إنهاء الحرب في اليمن، ورفع الحصار الكامل ‏عن اليمن، وإتاحة الفرصة والإذن والإجازة لبعض اليمنيين لأنّ هناك أناس ينتظرون الإذن من ‏السعودية ومن أمريكا ليجتمع اليمنيون، ويصلوا إلى حل سياسي لمشكلتهم الداخلية. الإدارة ‏الأمريكية قادرة على ذلك، نعم هي قادرة على ذلك. الحرب أساسًا هي حرب أمريكا على الشعب ‏اليمني، السعودية وبقية الدول المشاركة في الحرب هي أدوات تورّطت في هذه الحرب، ولها طبعًا ‏مشروعها الخاص في إطار المشروع الأمريكي. كلّنا يتذكر قضية الحصار على قطر التي دخلت ‏فيها العديد من دول الخليج والدول العربية وعندما جاءت الإرادة الأمريكية في ليلة ما فيها ضوء ‏قمر انتهى الحصار دون أن يتحقق أيّ شرط من الشروط التي وضعت على قطر، والسبب أنّ ‏المصلحة الأمريكية خلص مرحلة الحلب والاستنزاف والابتزاز والاستغلال انتهت، والآن يوجد ‏مرحلة جديدة، إذًا ألغوا الحصار عن قطر.‏

    والآن يستطيع بايدن أن لا يربّح الشعب اليمني “جميلة” أنّه ساهم في الهدنة، يستطيع بكل بساطة أن ‏يقوم بجهد يؤدي حتى أنّه لا يحتاج إلى جهد أن يقوم بإنهاء الحرب عن اليمن ورفع الحصار عن ‏الشعب  اليمني وإتاحة الفرصة لليمنيين أن يجدوا حلًا سياسيًا لمشكلتهم الداخلية. هذه كلّها ملفات ‏في الحقيقة هي ليست أولوية بالنسبة له، نعم الهدنة يهتمّ بالهدنة لأنّه يريد من دول الخليج أن تكون ‏مرتاحة لتصدّر مزيدًا من النفط والغاز، إذًا هذا وقت ثمين، الأهم هو النفط والغاز والمعركة في ‏أوكرانيا.‏

    ثانيًا، هنا ندخل إلى ملفنا الأساسي بحديث الليلة من جملة نتائج حرب تموز إيجاد قواعد ردع في ‏مواجهة العدو الإسرائيلي بين لبنان وكيان العدو. وهذه المعادلات، وهذا التوازن طبعًا نحن لا ‏نتحدث عن توازن قوى بمعنى كم لديه من عسكر وكم لدينا من عسكر، وكم لديه من القوة البحرية ‏وكم لدينا قوة بحرية، وكم لديه في الجو وكم لدينا. لا نتحدث، نتحدث عن توازن ردع بتوازن رعب ‏بتوازن خوف بمعادلات من نوع مختلف. على مدى 16 عاما من الـ 2006 إلى اليوم ينعم لبنان ‏بوضع أمني ممتاز فيما يعني الصراع مع العدو نسبة لما كان يحصل في الماضي، وأدّى إلى ‏عجز العدو عن إدخال لبنان في استراتيجية المعركة بين الحروب لأنّ أي خطوة عسكرية باتجاه ‏لبنان هو يحسب لها ألف حساب، ويعرف أنّ هذه سيكون لها ردات فعل. لذلك إذا كان يحاول أن ‏يقوم بأمر ما يسعى للقيام بعمل ذات طابع أمني من دون أن يترك بصمة أو أثر، هذا الإنجاز ما ‏زال قائمًا.‏

    في هذا السياق نحن سمعنا بعد حديثنا عن موضوع الحدود البحرية والنفط والغاز وقبل المسيّرات ‏وزير حرب العدو تحدّث طبعًا كلّ الإسرائيليين بعد حديثي السابق خرجوا وهدّدوا وتوعدوا الخ. ‏لكن هناك جملة بمناسبة حرب تموز أودّ التعليق عليها من كلام وزير الحرب غانتس أنّه ماذا ‏يقول؟ يقول نحن جاهزون للحرب وإذا ما تطلب الأمر سنسير مجدّدًا إلى بيروت وصيدا وصور. ‏أودّ التعليق على هذه الجملة، وأنتقل للموضوع التالي. ببساطة غانتس يعرف أنّه يضحك على ‏نفسه ويضحك على شعبه وناسه، وكل الإسرائيليين يعرفون أنّ هذا كلام فارغ فاضي ليس له أي ‏قيمة على الإطلاق. نعم كل أحد في إسرائيل يستطيع أن يخرج ويقول سنقصف سندّمر، أنا لا ‏أقول هذا ليس وارد، أو هذا لا يستطيع عليه. لا بالعكس هذا الذي يستطيع عليه هم في مواجهة ‏غزة بكل الحروب التي خاضوها كلّه قصف جوي وقصف صاروخي وقصف مدفعي، عندما قاموا ‏بعملية تقدّم في إحدى الحروب واجهوا مصيبة وسقط منهم أسرى وحتى بالمناورة الأخيرة ‏مركبات النار كلّ المناورة باتجاه غزة مبنية على العمل الناري، وليست مبنية على تقدّم بري. أنت ‏غزة المحاصرة منذ أكثر من 15 سنة المسطّحة التي ظروفها صعبة وسلاحها بغالبيته صنع محلي ‏لا تجرؤ أن تمشي خطوات، إنتَ بدك تهدد لبنان بصور وصيدا وبيروت. بعدك عم تقيس على قبل ‏‏20 سنة و30 سنة هذا خطأ، على قبل 20 سنة و30 سنة و40 سنة أنت مشتبه تمامًا.‏

    بكل الأحوال أنا أنصحه بإجراء مراجعة لتجربة الحرب في أيام حرب تموز والأيام الأخيرة من ‏حرب تموز عندما اتخذوا قرارًا بالدخول إلى مدينة بنت جبيل التي تبعد عن الحدود الدولية مسافة ‏قصيرة جدًا، يستطيع أن يراجع قوات ألوية النخبة التي شاركت، والجنرالات الكبار الذين شاركوا، ‏وكتائب الدبابات التي شاركت، وحجم القوات التي شاركت، وحجم النار، وسلاح الجو، والقصف ‏المدفعي والصاروخي والحربي والمروحيات، وقد دمّروا أغلب المدينة وحاصروها وتركوا جهة ‏واحدة مفتوحة حتى يخرج المقاتلين، لكن المقاتلين لم يفرّوا بالعكس تمّ إدخال مقاتلين إلى مدينة ‏بنت جبيل. الموضوع مختلف تمامًا إذا بنت جبيل حتى معركتك ربّما لم تكن احتلال كل مدينة ‏بنت جبيل، وإنّما الوصول إلى الملعب من أجل زرع العلم في مكان خطاب بيت العنكبوت، ‏وعجزتم عن ذلك. وفي الأيام الأخيرة المفترضة أن تكون المقاومة بافتراضكم أنتم منهكة ‏ومضروبة ومقصوفة ومعنوياتها ليست مناسبة، لكن الأمر لم يكن كذلك وشاهدتم تجربة بنت ‏جبيل المدينة الأقرب إلى الحدود مع فلسطين المحتلة. فلذلك بالنسبة له الحديث عن بيروت ‏وصيدا وصور كلام سخيف، وأعتقد اللبنانيين كلّهم سخروا من هذا الكلام، ومن هذا التهديد هذا ‏موضوع انتهى.‏

    ولذلك عندما نكمل بملفنا يجب أن لا نقلق من هذه الزاوية، التهديد الإسرائيلي والله الإسرائيلي ‏يعود ويجتاح أين سيجتاح؟ هو بقي 33 يومًا على أبواب عيتا الشعب 33 يوماً على أبواب قرانا، ‏مارون الرأس بقي ثلاثة أيام، كل جهده مع العلم أنّ هناك عدد قليل من المقاومين يقاتلون في ‏مارون الرأس على كل حال.‏

    ننتقل للنقطة التالية، هنا أحبّ أن أؤكّد من دروس وعبر حرب تموز والتي لها علاقة بالمستقبل ‏وقبلها، خصوصا الجنوب، عندما يريد أن يجري حساباً لأيّ عمل، اجتياح بري أو ما شاكل، اليوم ‏البيئة الشعبية مختلفة عن الـ 82، البيئة الشعبية هي بالأعم الأغلب المطلق هي حاضنة لهذا ‏الخيار، هي مؤمنة بالمقاومة، وتشكيل المقاومة والمقاومين هو تشكيل كبير جدًا لم يسبق له مثيل، ‏وإمكانات المقاومة وقدراتها العسكرية كبيرة جدًا ولم يسبق لها مثيل، وإرادة القتال وروح القتال، ‏وهذا هو المهمّ أعلى وأقوى من أي زمن مضى، وأيضًا الجغرافيا، نحن الجغرافيا مع المقاومة ‏والناس مع المقاومة والمقدرات مع المقاومة والمقاومة مع المقاومة، وأولًا وأخيرًا الله سبحانه ‏وتعالى مع المقاومة، هو الذي نصرها في السابق وهو الذي ينصرها في أي وقت آتٍ، وهذا وعد ‏الله الذي لا يخلف ولينصرنّ الله من ينصره.‏

    النقطة التالية، نأتي لموضوع النفط والغاز، من نتائج حرب تموز كان ظهور القدرة الفعلية ‏للمقاومة القادرة على حماية لبنان، أصبح هناك معادلة جديدة تحدّثت عنها في النقطة الثانية حماية ‏لبنان الأرض، الشعب، الأمن القومي، لم نتحدث عن الأمن الاجتماعي، الأمن القومي في مواجهة ‏العدو الاسرائيلي، وثرواته الطبيعية هذه القوة الوحيدة التي يملكها لبنان للحصول على حقّه في ‏النفط والغاز واستخراجهما وبيعهما. ‏

    هناك مجموعة نقاط أساسية بهذا الملف

    ‏1-‏      ‏ لا يختلف أحد من اللبنانيين مع أحد أنّ الفرصة الذهبية هي استخراج النفط والغاز لإنقاذ ‏لبنان، عندما أتحدّث عن إنقاذ لبنان يعني إنقاذ الدولة، واحدة من مشاكل البلد القطاع العام ‏كلّه أو غالبيته الساحقة معطّلة، يريد زيادة رواتب وزيادة تقديمات، وهو محق الدولة ‏عاجزة. غدًا إذّا الاحتياطي بالمصرف المركزي انتهى، قد لا تستطيع الدولة أن تدفع حتى ‏الرواتب الحالية، دعم الدواء، إذا بقي بعض الدعم، سيذهب دعم الطحين، سينتهي البلد، الدولة ‏ذاهبة إلى الانهيار والبلد ذاهب إلى وضع صعب جدًا ما الذي ينقذه؟

    أحدهم، أي من المسؤولين، أرسل لي قائلاً: ليس المهم الثلاثة مليار دولار من صندوق النقد الدولي، إذا أعطانا ‏صندوق النقد الدولي وأجرينا اتفاقاُ هذا سيشكل عامل ثقة في البلد وممكن ان يُعقد مؤتمر دولي لمساعدة ‏لبنان، حسناً إذا سمح الامريكان بعقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان كم سيأتي قروض للبنان؟ 10 مليار؟ 11 ‏مليار؟ 12 مليار؟ مثل سيدر وأغلبه ستكون ديون وقروض على لبنان وبشروط صعبة، هذا سيحل مشكلة ‏لبنان؟ مشكلة لبنان أصعب بكثير من ذلك، حسناً هناك خيار ثانٍ ليس 3 مليار ولا 11 مليار دين وذاك الاول ‏‏3 مليار دين، هناك مئات المليارات مُلك تسد بها ديونك وتدفع معاشات القطاع العام وتعود بتقديم دعم ‏للأدوية والطحين وتجد تمويل للبطاقة التي عملياً لم يحصل شيء حيث تم رفع الدعم عن البنزين والمازوت ‏وكل الامور الاخرى ولم تمشِ البطاقة، طريق الانقاذ الوحيد المتاح أمام اللبنانيين الكريم والعزيز هو هذا ‏وحتى الان ليس واضحاً أن هناك شيء آخر.

     حسناً النقطة الثانية، أيضاً الفرصة الذهبية المتاحة الان أيضاً ‏هي الان هذان الشهران حتى انه أصبح الان أقل، بقية تموز وآب، الان أول أيلول، الاسبوع الاول من أيلول ‏الان سأقول ما هو التفصيل، أين الفرصة الذهبية؟ لو لم يكن هناك حرب روسيا أوكرانيا لا توجد حاجة ‏أوروبية أمريكية للغاز والنفط، طبعاً ليس المقصود أنهم يريدون الان أن يأخذوا غاز ونفط من لبنان لأنه كي ‏ننقب ونستخرج ونبيع هذا سيحتاج الى سنوات، لكن لبنان يستطيع ان يفعل مشكل للعدو الاسرائيلي وللكيان ‏الاسرائيلي ويستطيع ان يقود مشكل في كل المنطقة وبالتالي يعيق استخراج النفط والغاز ويعيق بيع النفط ‏والغاز في أوروبا، حسناً الجماعة الان مضطرّين في موضوع الوقت وقبل قليل تكلمت بأن بايدن قادم الى ‏المنطقة لهذا السبب، الان هم يريدون نفط وغاز ولذلك الاسرائيلي استعجل بكاريش، حسناً لماذا أقول ‏شهرين، لأنه أولاً هذان الشهران يجب ان يتم تأمين نفط وغاز لأوروبا، وثانياً هذان الشهران أو ما بقي من ‏الشهرين هو ما تحتاجه الشركة الفلانية لاستخراج النفط والغاز من حقل كاريش في هذه المدة الزمنية، إذا ‏هذه المدة انقضت وانتهت ولبنان لم يحصل حقوقه الموضوع سيكون صعباً جداً – رح يكون كتير صعب – ‏وبالتالي إذا ذهبنا لتحصيل حقوقنا بعد أن يبدأ إستخراج النفط والغاز من كاريش ستكون الكلفة أعلى وفهمكم ‏كفاية، ستكون الكلفة أعلى ولذلك هذه المدة المتبقية وأنا في الخطاب السابق قلت الوقت ضيّق ضيّق وداهم ‏لكنني لم أحدد زمن، لكن الان الاسرائيليون يتحدثون وكذلك العالم كله أنهيتم استخراج النفط والغاز من ‏كاريش في أيلول أي أنه هذا هو الوقت، المسؤولون اللبنانيون والدولة اللبنانية والشعب اللبناني كله معني أن ‏يستفيد من هذا الوقت الذهبي وهذه الفرصة الذهبية، حسناً، لا تسمحوا للأمريكي أن يخدعكم وأن يقطع ‏الوقت، أنا – كتير نقزت – عندما سمعت بعض المسؤولين قال إن شاءالله الاتفاق سيحصل في أيلول – ‏تخبز بالافراح – في أيلول تخبز بالافراح – سماحته يضرب على الطاولة – إذا قبل أيلول لم تأخذوا حقكم ‏وثبّتتم الحدود البحرية واعترفت أمريكا والأمم المتحدة بحقوق لبنان بعد هذه المهلة ستكون الأمور صعبة ‏ومكلفة وطبعاً لن نتركها لكنها ستكون صعبة ومكلفة – يعني حسابكم هيك – يمكن ان لا تحصّلوا شيء إلا ‏بكلفة عالية، لا تدعوا الأمريكي يخدعكم، لا تستمعوا الى الكلام المعسول من الامريكان، حسناً انظر، الان ‏ستتم سنة لانه الشهر القادم سيكون محرّم في العاشر من محرم عندما تكلمنا عن استقدام سفن المازوت من ‏إيران وخرجت السفيرة الأمريكية ووعدت الشعب اللبناني بالغاز من مصر وبالكهرباء من الاردن ‏وبالاستثناء من قانون قيصر والبنك الدولي الذي سيقدم قرضا للبنان وهذه سنة مضت، ما الذي تحقق منه؟ ‏لا شيء! وفود ذاهبة ووفود آتية واجتماعات وزارية وتوقيع مصري وأردني وسوري ولبناني – يكتر ‏خيرهم لكن ما في شي – قبل أيام عاد وزير الطاقة من مصر وقال ان المصريين جاهزون وكل شيء جاهز ‏‏– الحمدلله خلصت لحكاية – لكنهم لازالوا بانتظار الاستثناء الأمريكي لقانون قيصر والبنك الدولي لم يطرأ ‏أي جديد، أي منذ سنة لم يحصل شيء، المصري من البداية ليست لديه أي مشكلة ومن سنوات ليس لديه ‏مشكلة، الاردني ليس لديه مشكلة منذ سنوات، المشكلة من البداية هي أن الأمريكان لا يعطون الاستثناء، حسناً ‏لهذا الحد الشعب اللبناني الغارق في العتمة الان قيمته عند الامريكان؟ استثناء من قانون قيصر كي يأتي ‏الغاز المصري عن طريق سوريا أو الكهرباء الاردنية عن طريق سوريا؟ حسنا هو أعطى إستثناء للعراق ‏وإيران تحت العقوبات وغازها تحت العقوبات ونفطها تحت العقوبات لكن يوجد هناك استثناء للعراق بأن ‏يشتري غاز من إيران لأجل الكهرباء، عندما كانت أمريكا محتلة أفغانستان كانت قد أعطت استثناء للحكومة ‏الأفغانية التابعة لها لأن تشتري غاز ونفط ومشتقات نفطية من إيران، ولو! سنة! والان لبنان أحوج ما يكون ‏الى ساعة كهرباء هذا الصيف والشتاء قادم الينا، حسنا هذا الامريكي الغير جاهز لاعطائكم استثناء في ‏قيصر، هذا الامريكي كرامة لمن ليأتي ويعطيكم حدود بحرية وحقل قانا ويسمح لتوتال والشركات الاخرى ‏لبدء استخراج نفط وغاز من لبنان؟! كرامةً لعيون من؟ إنطلاقاً من قيمه الاخلاقية أو ماذا؟ هذا الوسيط ‏الامريكي الذي أقبل الذي تسموه وسيطاً نحن لا نعتبره وسيطاً هو طرف يعمل لمصلحة اسرائيل ويضغط ‏على اللبناني، حسنا الامريكان في السابق أتوا وهذا – الوسيط – عندما جاء حتى تعاطيه مع الملف برأيي لم ‏يكن تعاطيه لائقاً لا في الشكل في المقابلة التي أجراها وجلس يضحك ويسخر ويهزأ ولا في المضمون لانه ‏في المضمون لم يعترف لكم بالحق واعتبر ان الموضوع ليس موضوعاً ممكناً لانه لا يوجد امكانية لاثبات الحق ‏وانما الموضوع هو موضوع اننا نريد ان نجري مفاوضات وتسوية ونرى كيف يرضى الطرفان، لا في ‏الشكل ولا بالمضمون كان أداؤه جيداً ومبشّراً، حسنا لماذا أتى إذا هوكشتين!؟ الامريكان قبل كم سنة جاؤوا ‏ووضعوا لنا خط هوف وأداروا ظهرهم لسنوات، لبنان كله يجلس وينتظر والاسرائيلي ينقب، والبعض حتى ‏الان يقول لك التنقيب في كاريش!!!! – يا حبيبي التنقيب في كاريش خلص من زمان – هم آتون ليستخرجوا ‏من كاريش، هم يقومون بالتنقيب ويحفرون ويجهزون ونحن جالسون ننتظر المفاوضات، حسناً أتى بعد ‏اللُّتيّة والتي هوكشتين، واعطاكم خطاً ثانياً اسمه خط هوكشتين وغير قابل للنقاش وأدار ظهره ورحل وقال لكم ‏عندما يصبح لديكم جواب أرسلوا لي جواباً خطّياً وأدار ظهره ورحل، من الذي عاد وأحضر هوكشتين في ‏الزيارة الاخيرة!؟ الذي أتى به أمران، ولنكن دقيقين، هو لم يأت كرامة لأحد من اللبنانيين ولا كرامة للدولة ‏اللبنانية ولا كرامة لأي احد على الإطلاق، الذي جاء به أمران، الأمر الأول حاجة الولايات المتحدة ‏الامريكية للنفط والغاز من أجل أوروبا والذي تحدثنا به قبل قليل، الان هناك خنقة، هناك وضع صعب، ‏هناك حرب روسية أوكرانية التي بدأت من عدة اشهر، إذاً هذا مستجد، الحاجة الملحّة لتأمين البديل وهذه ‏الان النقطة التي تستطيع أن تضغط بها على الأمريكي لا أريد أن اسميها نقطة ضعف سأسميها نقطة حاجة ‏أمريكية إسرائيلية غربية ملحّة، والثانية هي نقطة القوّة، عندما رأى المقاومة تهدّد، لو لم يكن هناك تهديد ‏مقاومة، اسمعوني جيداً لو لم يكن هناك مقاومة، ولو أنه لا يعرف أن المقاومة تمتلك مسيّرات وصواريخ ‏دقيقة وقدرات في الجوّ وقدرات في البحر وقدرات في البرّ، وعندما يعرف أن المقاومة لديها من الشجاعة ‏والجرأة على أن تهدد وعلى أن تُقدم وعلى ان تفعل لم يكن ليأتي، كان ليقول لكم انا قدّمت لكم خط ولازلت ‏انتظر جوابكم وأنتم لم تجيبوني بعد، أتى! لماذا؟ لأن نفط وغاز كاريش أصبح في دائرة التهديد وأكثر من ‏ذلك وسأتكلم بذلك، حسناً إذا في الخلاصة، هناك العدو الذي لديه نقطة ضعف هي الحاجة الشديدة ‏الماسّة الملحّة للنفط والغاز الذي يريد أن يأخذه من الكيان، الان قلت أنه لن يلحق أن يأخذ نفطاً وغازاً من ‏لبنان لكن نحن بإمكاننا ان نعطّل هناك وهذه نقطة القوّة، نقطة القوة عنا – عند لبنان – انه لديه مقاومة، ‏القدرة على التعطيل، القدرة على المنع، القدرة على فعل كل كيّ، حسنا لبنان اليوم عندما يريد الذهاب الى ‏مفاوضات اي دولة تذهب الى مفاوضات تحتاج الى أوراق قوّة، ما هي أوراق القوّة عوامل القوة عند لبنان ‏ما هي؟ انه والله معنا جامعة الدول العربية، منظمة مؤتمر التعاون الاسلامي، الأمم متحدة، مجلس الامن ‏الدولي، أوروبا، من؟ لبنان متروك لوحده، الشعب الفلسطيني، الشعب السوري، الشعب اليمني، هؤلاء ‏المظلومون جميعهم متروكين، عليهم ان يفتشوا عن قواهم الذاتية، حسناً، نقطة القوة الوحيدة التي بدأت بها ومن ‏لديه نقطة قوة ثانية فليدلنا عليها يا أخوان نحن نحب التعلم لسنا معارضين، نقطة القوة الوحيدة الموجودة عند ‏لبنان هي المقاومة وفعل المقاومة، حتى الامريكي هو ليس وسيطاً نزيهاً بل هو طرف، هو يحاول أن يوصل ‏الى تسوية يحقق فيها أكبر مكاسب للاسرائيلي على حساب اللبناني هذه خلفيته الحقيقية، انا لا يعنيني شخص ‏الوسيط هذه السياسة الامريكية في الاصل التي جاء اليوم بايدن وأعلن عنها من اول دخوله الى المطار، ‏حسناً إذا هذه نقطة القوة لنا، هنا نريد أن نبني على هذا الكلام، أريد أن أقول للمسؤولين اللبنانيين أنا لا أريد أن ‏أعقب على ما صدر وما قيل أريد أن أكون إيجابياً، بعض المسؤولين اللبنانيين مقتنعين سواءً عبروا علناً او ‏لا، في الجلسات الداخلية يتحدثون، مقتنعين نعم أن ورقة القوة بيدنا هي المقاومة، تهديد المقاومة، هناك بعض ‏المسؤولين ممكن غير مقتنعين أو في العلن يخافون أن يكونوا واضحين أنا لا أريد أن أدخل في هذا السجال ‏انا اريد أن أقول للمسؤولين اللبنانين هذه نقطة القوة الوحيدة التي يمكن ان تستفيدوا منها، أنا أقول لكم وأنا ‏أتحدث بإسم المقاومة تقول لكم المقاومة استفيدوا مني، استغلوني، عندما تجلسون مع الامريكان، الاوروبيين، ‏الأمم المتحدة وكل العالم، اشتمونا ولكن لا تتبرّؤوا منا طبعاً، اشتمونا ليس هناك مشكلة، قولوا لهم هؤلاء ‏جماعة لا ينصتوا لأحد وخارجين عن السيطرة ولا نعرف أين يدخلون المنطقة بأي حائط قولوا ما شئتم، هذا ‏ما أريد أن أقوله انا في العلن، قولوه هذه ليست حرباً نفسية والامريكي يعرف والاسرائيلي كذلك أننا نحن ‏الان في هذا الملف لا نقوم بحرب نفسية نحن جديون جداً – سأتكلم بعض التفاصيل – لبنان، المفاوض اللبناني ‏لديه ورقة قوة حقيقية، عندما خرجت المسيرات كان يجب ان تقولوا لهم أرأيتم قلنا لكم ان هؤلاء الجماعة ‏خارج السيطرة ولا ينصتون لأحد ولا نعرف أين يمكن أن يدخلوا المنطقة بأي حائط ولذلك لو سمحتم عالجوا ‏الموضوع واعطوا لبنان حقوقه الطبيعية، هذا ما أحببت أن أؤكد عليه الليلة، أيضاً حادثة المسيرات أتكلم ‏عنها قليلاً، سمعت أن بعض المسؤولين قال ان هذا العمل حصل خارج الاتفاق، أي إتفاق؟ من أجرى اتفاق ‏مع من؟ إذا كان أحد أجرى اتفاقاً دون علمنا هذا شأنه، لكن نحن في المقاومة لم نتفق مع أحد ولم نعد أحداً ‏بأننا لن نقدم على أي خطوة وأننا نتظر المفاوضات أبداً، ومن يقول للأمريكيين أو لأحد في العالم ويعدهم ‏بأن المقاومة لن تفعل شيئاً ولن تقدم على أي خطوة لا في السابق ولا حالياً ولا في المستقبل إنما هو يخدعهم ‏ويخدع نفسه ويضيّع مصالح لبنان، بدل أن تطمئنهم أنت يجب أن تخوّفهم لأن هذه نقطة القوة الوحيدة في ‏يدك، عندما تطمئنهم يدير ظهره ويقطّع وقت ويلعب عليك هذين الشهرين كما لعب عليك طوال سنة في الغاز ‏المصري والكهرباء الاردنية، بالعكس يجب ان يرجف ليس فقط ان يخاف. ‏

    حسناً النقطة الثانية ايضاً في هذا السياق، البعض قال كيف أن حزب الله يرسل المسيرات وهو يقول بأنه ‏خلف الدولة!؟ – لا أنتم فهمانين غلط يا شباب – نحن قلنا خلف الدولة بالترسيم، الحدود البحرية قلنا هذا ‏الموضوع نحن لا نريد ان نتدخل به وهذا لا يعني اننا في حال قبلت الدولة بهذا الخط او بذاك الخط أننا ‏سنمضي لها، لا، نحن خارج الموضوع لا مع ولا ضد! لا نريد ان نتدخل في ترسيم الحدود البحرية قلت سابقاً ‏وليس هناك داعي لأعود وأضيع وقت لأسباب عقائدية وثقافية وإديولوجية ومعنوية وتكتيكية، هذا يعني أننا ‏نحن خلف الدولة أن الدولة هي التي ترسم الحدود ولا نتدخل في هذا الموضوع، عندما نقول اننا نحن خلف ‏الدولة أي انها هي التي تفاوض وليس نحن، كثيرون اصدروا شائعات بأن حزب الله دخل على خط ‏المفاوضات وفاتح قناة تفاوض، هذا كله كذب ولا أساس له من الصحة، لسنا في هذا الوارد أساسا، لكن لم نقل ‏ابدا أننا خلف الدولة في الضغط على العدو، في أن نقدم على خطوات تخدم التفاوض، لم نقل ذلك ‏على الإطلاق بل بالعكس قلنا أننا لن نقف مكتوفي الأيدي، إذا يجب أن لا يخطىء أحد في فهمنا ‏لهذا الموضوع، نحن لم نلتزم مع احد والان لم نلتزم مع أحد ونحن نتابع المجريات ومن حقنا أن ‏نقدم على أي خطوة في أي وقت نراه مناسبا وبالحجم المناسب وبالشكل المناسب والضغط على ‏العدو لمصلحة المفاوضات والمفاوض اللبناني، هذا أيضا فليكن واضحا لما مضى وواضح لما ‏هو آت، حسنا على هذا الأساس كانت خطوة إرسال المسيّرات، لأنه كان الوقت يمضي، ‏اللبنانيون حصلوا على جواب والتقييم ومن أجل أن نكون منصفين وواقعيين لا شك بأنه يوجد ‏تقدم إيجابي ولكن ليس كافيا، نحن لا نطلب شيئا، قلت ‏أننا لن نتدخل في هذا الموضوع، حسنا لنكمل ماذا؟ الجواب كان إنتظرونا حتى أيلول، إلى أيلول تعني ‏‏”تخبز بالأفراح”، هنا الخداع الأميركي وهنا أتت المسيّرات في اليوم الثاني على الجواب الذي ‏كان واضحا فيه الخداع وتقطيع الوقت وتركيب الطرابيش، ونحن لا نريد أن ننخدع، أتينا ‏لموضوع المسيّرات فلنتكلم قليلا عسكريا، أرسلنا 3 مسيّرات مثل ما قال بيان المقاومة من أحجام ‏مختلفة وليست مسلحة، طبعا نحن قصدنا ان لا تكون مسلحة، نحن عندما كنا نتناقش مع الإخوان ‏لكي نأخذ قرارا في هذا الموضوع، نحن إتفقنا أننا نريد أن نرسل مسيرات من اجل أن يسقطها ‏الاسرائيلي، رغم أنه إرتبك وأغارت الطائرات في البداية ولم تستطع وبعد ذلك تدخلت القطع ‏البحرية وإستخدموا صواريخ باراك، هذا كله تفصيل، لكن سأكلمكم عن نيتنا نحن، وأيضا ‏الاسرائيلي من الجيد أن يهتم بهذا التفصيل لأنه يفيده، الأخوان قالوا بأننا يمكننا أن نرسل مسيرة ‏تذهب وتستطلع وتعود، ولكن نحن قلنا بالإجماع كلا نحن نريد مسيرات تذهب تستطلع وان ‏يسقطها الإسرائيلي، لماذا؟ لأننا نريد من الطيران أن يضرب صواريخ، نريد من البوارج الحربية ‏ان تضرب صواريخ بحر جو ونريد أن يخرج نار بالمنطقة هناك عندهم، حتى السفينة ‏والمهندسين والموظفين وكل الناس أن يأخذوا علما انهم يتحركون في منطقة غير آمنة، وأنه ‏يوجد تهديد حقيقي وجدي، لو أرسلنا مسيرة لكي تذهب وتعود عندها سنصدر بيانا بأننا أرسلنا ‏مسيرة وعادت بسلام وأتت بالمعلومات التي نريدها ومن الممكن حينها ان يصدق أناس وآخرون ‏لا يصدقون، لكن الحدث هو أن تذهب المسيرات وأن يسقطوها، وأن يضربوا صواريخ عليها، ‏وأن يخرج الاسرائيلي ويتكلم ولذلك هو تكلم قبلنا، نحن إنتظرناه لكي نرى ماذا يريد أن ‏يقول،  طبعا وتعمدنا أن يكونوا ثلاث طائرات من أجل أن يكون هناك حدث، وإلا مسيرة واحدة ‏لن تلبي الغرض وبالمناسبة يمكنكم أن تكتبوا موضوع المسيرات في التاريخ لأنه لأول مرة في ‏تاريخ الكيان الاسرائيلي تطلق بإتجاهه 3 مسيّرات في آن واحد، سابقا أرسلنا مسيرة واحدة وغزة ‏أرسلت، من إيران وصل الى الكيان الاسرائيلي مسيرة او إثنتين، من سوريا أيضا لكن كانت ‏ترسل كل مرة واحدة فقط، ولكن أن ترسل 3 مسيرات في آن واحد وفي زمان واحد على هدف واحد ‏هذا يحصل لأول مرة،  حسنا هذا كان الموضوع، طبعا نحن بإستطاعتنا أن نرسل عدداً كبيراً من ‏المسيرات بوقت واحد، قادرون على ان نرسلها غير مسلحة وان نرسلها مسلحة وبإستطاعتنا أن ‏نشكل بتسليح وعدم تسليح، وبإستطاعتنا أن نرسل بأحجام مختلفة وإننا بعون الله تعالى على ذلك ‏لقادرون، يعني ليس لدينا مشكلة في هذا الموضوع، نحن أرسلنا ثلاث مسيرات وليس لأنه ليس ‏بمقدورنا أن نرسل خمسة مسيرات، لانه كان يكفي الرسالة التي كنا نريد أن نوصلها كان يكفي ‏ثلاث، وكنا جاهزون لكل الإحتمالات، أنه مهما يكن رد الفعل الإسرائيلي كنا جاهزون لمواجهة رد الفعل ‏الإسرائيلي، حسناً في هذا السياق. يوجد مثلا أهدافا عسكرية أمنية تكتيكية لا أريد أن أذكرها لكن ‏الرسالة للعدو ولكل العالم هو انه إذا كان هناك من يراهن وأنا أقول للأميركيين لأنه في لبنان ‏يوجد من يقول لهم، وهؤلاء مستشارون أغبياء، لديهم مستشارون أغبياء، ممكن أن يقولوا لهم بان ‏الوضع صعب والناس محشورة وحزب الله يتكلم ويهدد ولكن هذا كلام لأنه لا يستطيع أن يفعل ‏أي شيء وهو غير قادر على أن يفعل أي شيء، نحن قرأنا الكثير من البيانات والتصريحات ‏والمقالات والحوارات في هذا الموضوع وهذا ما يتكلمون به في التلفزيونات ويخرجون ليتكلموا ‏عنه في السفارة الاميركية ومن الممكن أن يتعرضوا هؤلاء للغش، كلا، فالرسالة واضحة، رسالة ‏المسيّرات كانت تقول بحجمها نحن جديون، هذا بالنسبة لنا ملف أساسي، نحن لا نخوض حربا ‏نفسية، نحن نتدرج في خطواتنا، وما يتطلبه الموقف سنقدم عليه بدون أي تردد، هذه الرسالة ‏فهمها الاسرائيلي وفهما الأميركي، بعض الناس الذين علقوا في لبنان هل فهموها أو لم يفهموها ‏فهذا آخر همنا، المهم أن يفهم الرسالة العدو، لانها رسالة له، بالدرجة الاولى له، بالدرجة الثانية ‏للصديق لكي يعرف انه هو في موقع قوي وليس هناك من داع ليخاف ولا ليرتجف، حسنا، هذه ‏الرسالة وصلت والدليل رد الفعل الاسرائيلي لا شيء، بالميدان وهذا كان موضع إنتقاد داخل ‏الكيان، ولأن الموضوع حشر على الجميع، عليهم وعلى الاميركي وعلى الاوروبي وعلى ‏الغرب، هذه قصة النفط والغاز، ثانيا الإتصالات التي حصلت والرسائل التي نقلت للدولة اللبنانية ‏ولنا نحن أيضا، بعد عملية المسيرات، هذا كله يؤكد بأن الرسالة وصلت وفهمت بشكل جدي، ‏حسنا، نريد أن نتكلم بشيء واضح للوقت القادم، من حيث القدرة يجب على العدو ان يعرف وهو ‏يعرف، نحن نريد أن نطمئن الصديق وأريد أن أعيد في هذا الموضوع، انه نعم، نحن ‏قدراتنا متنوعة، هذه المسيرات أظهر إرتباكا في مواجهتها بإعتراف الاسرائيليين أنفسهم، ‏لكن نحن لدينا خيارات متعددة ومتنوعة، خيارات في الجو وخيارات في البحر وخيارات في ‏البر، كلها خيارات مفتوحة وموجودة على الطاولة، اللعب بالوقت غير مفيد ونحن كل شيء يخدم ‏القضية نحن قادرون على أن نقدم عليه، وسنقدم عليه، كله بالحجم المناسب وبالوقت المناسب ‏وبالشكل المناسب، وأيضا أعيد وأؤكد ان لبنان يستند إلى قوة حقيقية رادعة ومانعة ويجب ‏الإستفادة من وجودها وتهديدها ومن فعلها إذا لزم الامر، حسنا بهذه القدرة وبهذه المفاوضات في ‏هذا الملف يوجد مسألتان وايضا من أجل ان لا يختلط الموقف على الناس، المسالة الاولى هي ‏حدود لبنان البحرية التي تفاوض الدولة عليها، التي تفاوض عليها الدولة، والتي مطلوب فيها أن نصل إلى نتيجة أن يعترف الأميركي والأمم المتحدة أن هذه حدودنا، هذا ملف، لكن هذا لوحده غير كافٍ، أريد أن أذكركم باجتياح 78 وباجتياح 82 وبحدود لبنان البرية الغير مختلف عليها والمعترف فيها دولياً ومن الأمم المتحدة. لا يكفي أننا أخذنا اعترافاً دولياً بحدودنا البحرية وبالمنطقة الاقتصادية، هذا لا يكفي، المسألة الثانية هي الإذن وليس فقط رفع المنع، أنه تفضلي يا شركة توتال ويا شركات أنتم التزمتم وتعهدتم، أن يبدأوا بالاستخراج حيث ينبغي وبالتنقيب حيث يجب، وإلا ماذا نكون أخذنا، أن هذه حدودكم البحرية يا لبنانيين لكن ممنوع التنقيب وممنوع الحفر وممنوع الاستخراج، هكذا نبقى عشر سنوات وعشرين سنة لدينا حق على الورق، والنفط والغاز الموجود في البحار يُنهب، لا، المسألتان يجب أن يُحلوا، يعني لا يكفي أن يقول لي هذه حدودك، وبعد ذلك ممنوع يا توتال وممنوع لأي شركة في العالم أن تأتي وتنقب في لبنان أو تستخرج من لبنان، هكذا نكون لم ننجز شيئاً فقط نضحك على أنفسنا، هكذا تكون الدولة أنجزت انجازاً ورقياً فقط لا يوجد أي نتيجة عملية. لذلك الخيار المتاح أمام لبنان هو أن يضغط، يجب أن نضغط، هذه مسألة مصيرية. هذه بالنسبة لنا مسألة مصيرية، للعدو والصديق أريد أن أقول نحن هنا لا نمارس حرباً نفسية والسلام، أنه تحدثنا ووفينا قسطنا للعلى، لا، نحن جديون، هذه المسألة في نظرنا هي طريق الانقاذ الوحيد للبنان، لبنان الوطن، لبنان الدولة، الدولة، مؤسسات الدولة، كيان الدولة مهدد بالانهيار، لبنان الشعب، الحاضر، المستقبل، نحن هنا نتحدث عن عملية انقاذية، الشيء الذي سأقوله يمكن أن يخرج أحد ويقول يا سيد أنت تدمر الموسم الاقتصادي، سيخرج أحد ويقول يا سيد أنت تريد أن تأخذ البلد على الحرب؟ إذا أكملنا هكذا لبنان ذاهب إلى ما هو أسوأ من الحرب، إلى ما هو أسوأ بكثير من الحرب، دعونا لمرة واحدة فقط أن نجرب نحن اللبنانيين أن نكون شجعان وعلى قلب رجل واحد وأن نكون على موقف واحد ونُسمع الأميركي والاسرائيلي موقفاً واحداً صلباً شجاعاً بدون أزقة وبدون “لكوزات” وبدون قراءات خاطئة، لأنه الآن يخرج شخص ويقول لك الملف النووي الايراني، ما هو من 82 ايران وسوريا ولا أدري ماذا، هذا كله كلام فارغ، الموضوع ليس له علاقة بالملف النووي الايراني، الآن تبين أن الأميركي يقول لهم قولوا هكذا، لأن الأميركي تحدث هكذا. إذا وقفنا وقفة رجل واحد وشاهد الأميركي دولة وشعب وجيش ومقاومة يقولون للأميركي إذا لم تعطونا حقوقنا التي تطالب فيها الدولة وليس حزب الله وإذا لم تسمحوا للشركات أن تأتي وتستخرج فنحن كلنا ذاهبين والله أعلم ماذا سنفعل في المنطقة، يمكن أن نقلب الطاولة على العالم كله، هناك أحد يريد أن يموت هذا الشعب جوعاً ونقتل بعضنا على أفران الخبز وعلى محطات البنزين ونقتل بعضنا حتى نستطيع أن نأكل لقمة الخبز لأن الليرة اللبنانية لم يعد لها قيمة، لأن المعاشات لم يعد لها قيمة، هناك أحد يريد أن يدمر هذا البلد، لا، بكل صراحة سأتحدث الليلة، إذا كان الخيار أن لا يساعد لبنان وهذه الطريقة الطبيعية لمساعدته وأن لبنان يُدفع باتجاه الانهيار والجوع والناس تقتل بعضها، لا، لا، الحرب أشرف بكثير، التهديد بالحرب بل حتى الذهاب إلى الحرب أشرف بكثير، أعز بكثير، المسار الأول ليس له أفق، أن نترك الأمور هكذا على الانهيار والخراب والعالم تقتل بعضها من الجوع، هذا ليس له أفق، أما الحرب لها أفق، إذا أخذنا قراراً أن نذهب إلى الحرب هذا له أفق، هذا يمكن ان يُخضع العدو، قبل الحرب أو يمكن بأول الحرب أو نصفها أو آخرها يخضع وتفرض شروطك وتأتي بمئات مليارات الدولارات وتنقذ بلدك والذي يموت بهكذا حرب يموت شهيداً، لا يموت بمشكل على أفران الخبز وعلى محطة البنزين وعلى سرقة الموتسيكل وما شاكل، لذلك تعالوا لنتحدث بهذا الموضوع بشكل جدي، أنا أعرف الليلة وغداً ستسمعون كثيرا ًمن الأصوات لكن أنا بكل صراحة أتحدث معكم الليلة، والتجربة علمتنا بالنسبة لنا، نحن نتمنى أن يكون هكذا الموقف، نتمنى أن يكون الموقف اللبناني الوطني قوي واجماعي لكن طبعاً نحن لا ننتظر الاجماع، من 82 حتى عام 2000 تجربة المقاومة وأحزاب المقاومة وفصائل المقاومة اللبنانية كلها تقول لو انتظرنا اجماع وطني كان لبنان ما زال حتى الآن تحت الاحتلال الاسرائيلي، كانت المستعمرات بالجنوب وبالبقاع الغربي وراشيا وبكل مكان، كان لبنان “بلعته” اسرائيل، نحن لن ننتظر الاجماع ولن نتخلى عن الدولة، لا يمكن أن تترك الدولة لوحدها بملف صعب من هذا النوع. لذلك، أقول للعدو في هذه الليلة أن لا يحسب خطأً، والأميركي وهوكشتاين لا تضحكوا على اللبنانيين ولا تخدعوهم، اللبنانيون لن يخدعوا، رسالة المسيرات هي بداية، بداية متواضعة عما يمكن أن نذهب إليه، إذا وصلت الأمور إلى الخواتيم السلبية نحن لن نقف فقط في وجه كاريش – الآن تصدف أيام تموز – سجلوا المعادلة الجديدة، كاريش وما بعد كاريش وما بعد ما بعد كاريش، اليوم أنا أخذت جدولاً من الاخوان من الجهات المعنية بالمقاومة، نحن نتابع كل ما يقابل الشواطئ الفلسطينية، كل الحقول والآبار والمنصات وبأسامئها وبإحداثياتها ومن يعمل ومن لا يعمل ومن بطور التنقيب ومن ومن، كل التفاصيل نحن نتابعها وجاهزة عندنا، إذا تريدون أن تصلوا إلى معادلة لبنان – أنا لا أقول كاريش وقانا المسألة عندي أكبر من هكذا بكثير – إذا تريدون أن تصلوا إلى معادلة أن هذا البلد ممنوع أن يستنقذ نفسه بحقه الطبيعي من الغاز والنفط لن يستيطع أحد أن يستخرج غاز ونفط ولن يستطيع أحد أن يبيع غاز ونفط، جيد؟ مفهوم أو أعيد؟ وأياُ تكن العواقب، أيها الشعب اللبناني نحن وصلنا إلى آخر الخط، أي أحد آخر سيعدكم فليقول لكم بماذا يعدكم، بماذا؟ من المنقذ؟ كيف سيتم الانقاذ؟ لم يقبلوا أن يعطوكم حتى ساعة كهرباء وكل المسألة  تحتاج إلى شحطة قلم، لا يدفعون شيئاً من جيبهم، هم يريدون لهذا البلد أن ينهار، يريدون لهذا البلد أن يجوع، يريدون لهذا البلد أن يستسلم، يريدون هذا البلد أن يتخلى عن حقوقه، يريدون هذا البلد أن يصبح عبداً عندهم، هذا ليس وارداً، الذي يريد أن يكون عبداً “يصطفل”، ليس الذي يريد أن يكون حراً “يصطفل”، الأصل في الانسان في أي شعب في أي بلد في أي وطن في أي دولة أن تكون عندها سيادة وحرية واستقلال وتحافظ على ثرواتها وتسعد شعبها وتستنقذه من الجهل، من الأمية، من المرض، من الجوع. هذا هو الوضع الذي نحن فيه اليوم.

    في الأيام القليلة المقبلة والآن السيد بايدن موجود في المنطقة وقالوا أن هكوشتاين موجود معه وغينتس يقول في مكان ما أنه لا نريد الحرب ونحن على استعداد للذهاب بعيدا ًجداً في مسار السلام وطريق التسوية مثل ما يجري في مسألة الحدود البحرية بيننا وبين لبنان والتي يجب الاتفاق بشأنها بسرعة، تفضلوا، تحدثوا معهم، أن لا يضيعوا الوقت ولا يضحكوا على اللبنانيين ولا يخادعوا اللبنانيين، لن يُضحك علينا ولن نقبل أن يخدعنا أحد.

    على كل الحال، أنا قطعت الوقت، كنت أريد أن أتحدث قليلاً عن موضوع الخبز، عن موضوع الحكومة، عن موضوع اضراب القطاع العام وعدم جواز أن يدار الظهر لهذه المسائل خصوصاً موضوع القطاع العام يعني الدولة معطلة عملياً، كنت سأتحدث قليلاً عن سلام يا مهدي لكن الوقت ضاق، إن شاء الله بالأيام القليلة المقبلة تأتي فرصة نتحدث فيها عن كل هذه المسائل وإن شاء الله سبحانه وتعالى يدافع عن هذا البلد ويدفع عن هذا البلد ببركة كل المؤمنين، كل الصادقين، كل المخلصين، كل المستعدين للتضحية من أجل الكرامة والعزة وأيضاً هناءة العيش. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  • حيوية رؤى وأفکار الإمام الخميني(ره) في تطورات فلسطين

    يصادف اليوم 14 حزيران/يونيو ذكرى وفاة الإمام الخميني(ره) مؤسس جمهورية إيران الإسلامية وأحد أعظم الشخصيات التاريخية في العصر الإنساني المعاصر، الذي ترك إرثه الفكري والسياسي أثراً هائلاً على مستوى التطورات الإقليمية والعالمية.

    الحركة التي وضع الإمام الخميني(ره) أسسها في أوائل الستينات، والطريقة التي اعتمدها، مثل أنبياء الله، استندت إلی أساس قوة الإيمان الصادق في الوعد بالنصر الإلهي في آيات عديدة من كلام الله تعالی، حيث قال سبحانه: “يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركُم وَيُثَبِّت أَقدامَكُم”، أو “کَانَ حَقًّا عَلَیْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِینَ”، فكان قادرًا على الوقوف شامخًا ضد نظام ملكي عمره مئتان وخمسمئة عام وجميع القوى العظمى التي تدعمه، وجعل ممكنًا كل ما يبدو مستحيلًا.

    کان الإمام الخميني(ره) رجلاً من سليل الأنبياء، والذي رفع راية إحياء الدين والأخلاق في العالم المادي الحديث، ولعلاج الروح المريضة للمجتمعات الحديثة من فراغ المعنى والحقيقة، أعاد النظرة الکونية الدينية إلى عالم الحياة السياسية والاجتماعية بعد قرون.

    كان الإمام الخميني(ره) بالمعنى الحقيقي للكلمة قائداً كاملاً وشاملاً لقيادة المجتمع الإيراني، ومثالاً لا نظير له للمجتمعات الإسلامية الأخرى، ليحقِّق تحولاً ثقافياً قائماً على العودة إلى النظرة الکونية الدينية، والاعتماد علی الثقة بالنفس، التطلعات القديمة لمجتمعات العالم الثالث المستعمرة، من أجل الاستقلال والتحرر من نير سيطرة القوى الدولية.

    والآن أيضًا، بعد أكثر من ثلاثة عقود على رحيل مؤسس الثورة الإسلامية، لا تزال آراء الإمام الخميني(ره) وأفكاره وحياته السياسية حيةً ونشطةً وملهمةً، تتنافس مع الأيديولوجيات الغربية وخطط نظام الهيمنة، وتلعب دورها في التطورات الدولية، ولم تتضاءل قدرتها على التأثير والنمو فحسب، بل ترسخت أکثر كشجرة تنمو باستمرار في قلوب وضمائر العدالة الإنسانية، ويشكل خطاب الثورة الإسلامية الذي انبثق عنها، اليوم، من خلال عبور الحدود الجغرافية، دوحةً كبيرةً تؤثِّر علی الاتجاهات الدولية.

    في الوقت الحاضر، يمكن رؤية المظهر الموضوعي للتأثير الواسع لخطاب الثورة الإسلامية على المستوى الإقليمي، في مجموعة وحدة محور المقاومة.

    والحقيقة أن البذرة التي غرست بأفكار الإمام الخميني لتصل إلى أعلى درجات التعالي في الانضمام إلى الثورة العالمية للمنجي الموعود وإقامة حكم العدل الإلهي، وصلت الآن في مسار التطور هذا إلى مرحلة أصبحت فيها القوة الإقليمية المهيمنة التي تحبط خطط أعداء الأمة الإسلامية الرئيسيين، أي الولايات المتحدة والکيان الصهيوني.

    وفي هذه الأيام، بينما تتأثر الأوضاع في منطقة غرب آسيا بالانسحاب الأمريكي المشين من أفغانستان، ومحاولات الخروج من مستنقع سوريا والعراق والخليج الفارسي، ومن ناحية أخرى، في التطورات في فلسطين، يمكننا أن نرى قلب المعادلات بشکل جاد على حساب الاحتلال الصهيوني وتسريع انحدار وزوال هذا الکيان، فإن تتبع رؤية الإمام الخميني الإستراتيجية في منظومة النجاحات اللامعة لمحور المقاومة أمر ضروري، لتعريف الجمهور المسلم بهذا البعد من الإرث السياسي لقيادته.

    لقد كشف الإمام الخميني(ره)، في ذروة السلطة الملكية القمعية، العلاقات السرية بين الشاه والکيان الإسرائيلي، وحذَّر من التهديد الإسرائيلي للعالم الإسلامي بجدية واستمرار. کما کان الإمام الخميني هو المرجع الديني الأول والزعيم الديني الكبير، الذي سمح بدعم المقاتلين الفلسطينيين من أموال الزكاة والصدقات.

    وبعد انتصار الثورة الإسلامية، غيّر دعم إيران الثابت لنضالات الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال مسار النضال. وكان تأثير رسالة الثورة الإسلامية وقيادتها على الرأي العام للعالم الإسلامي، حيث إنه عندما وقع أنور السادات اتفاق التسوية في كامب ديفيد، طردت الحكومة المصرية من المنظمات العربية وعزلت تماماً.

    وعلى مدى العقود الماضية أيضًا، تظهر التطورات في المنطقة بجلاء أن قضية فلسطين والتآمر على تنفيذ خطة إسرائيل الكبرى ونسيان قضية فلسطين، هي في صميم استراتيجية نظام الهيمنة للمجتمعات الإسلامية، وتتجلى ذروة هذه المؤامرة في الأعمال الوحشية في سوريا والعراق. وهي إجراءات نتج عنها شن الحرب اللاإنسانية ضد الشعب اليمني، ثم اتفاقيات تطبيع العلاقات مع الکيان الصهيوني.

    لكن مع كل هذا، فإن ما حدث خلال النجاحات الهائلة التي حققتها المقاومة اللبنانية عام 2006، والتغلب على أزمة الإرهاب التي صنعتها الصهيونية الدولية والرجعية العربية في سوريا والعراق، وما نراه اليوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يظهر أن أفکار الإمام الخميني قد أتت ثمارها، وعلى الرغم من خيانة المطبعين، فإن جوهر فكر الثورة الإسلامية وتطلعات الإمام الخميني(ره) قد وجدت حضوراً لا يمكن إنكاره في سياق الأحداث في فلسطين.

    الوقت التحليلي

  • القلق الصهيوني من اليمن

    تقرير/ أنس القاضي*

    مجدداً يُظهر الكيان الصهيوني وحدة موقفه مع دول تحالف العدوان، ومخاوفه من التطورات العسكرية اليمنية، إذ أخذ الرد اليمني على الإمارات مساحة هامة من تغطية وسائل الإعلام الصهيونية، وكذلك مراكز أبحاثها الإستراتيجية، ويعود القلق الصهيوني إلى العام 2014م عندما انتصرت الثورة الشعبية.

    مضمون الخطاب الإعلامي والبحثي الصهيوني عقب عملية “اعصار اليمن” في مرحلتها الأولى والثانية، وحول عملية ضبط اليمن لسفينة الشحن العسكرية الإماراتية ” روابي”، هذا الخطاب دقيق في استخلاص النتائج وفي تقييم الخطر وتداعياته، إلا أنه يُظهر الفعل والخطر إيرانياً التزاماً بمبدأ إستراتيجي صهيوني في تصوير كل نشاط مقاوم في المنطقة “مؤامرة إيرانية”.

    يأخذ التحليل الصهيوني لما يجري في اليمن طابعاً تطبيقياً وعملياً، فالكيان الصهيوني يُحلل من موقع الطرف المشارك في هذا العدوان، والقلق على مصيره، ولا ينطلق في عملية التحليل من موقع المحايد أو صاحب الاهتمامات العلمية المجردة.

    يرى الصهاينة أن الحرب التي تدور في اليمن تستدعي اهتماماً استراتيجياً لأنه سيكون لها تداعيات إقليمية أبعد من اليمن، حيث يستشعر الصهاينة خطر مسألة صعود اليمن من جنوب الجزيرة العربية كقوة عسكرية، خاصة وأن المسافة التي قطعتها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة قادرة على الوصول إلى إيلات جنوب الأراضي المحتلة، كما يؤكد الكتاب الصهاينة.

    يأخذ الكيان الصهيوني من التهديدات اليمنية على محمل، الجد، فمن جانب الصهاينة جزء من تحالف العدوان ويتوقعون أن يتم الرد عليهم في أي وقت إذا ما تورطوا في أعمال عدوانية مباشرة تجاه اليمن، ومن جهة ثانية فالصهاينة يأخذون على محمل الجد وعد قائد الثورة الشعبية اليمنية السيد عبد الملك الحوثي بأن اليمن سيكون ضمن المعادلة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وهي معادلة: “القدس مقابل حرب إقليمية”، ويؤكد مصداقية هذا التوجه اليمني المقاوم المبادرة التي قدمها قائد الثورة في اطلاق سراح كبار الأسرى السعوديين مقابل إفراج المملكة عن المعتقلين من حركة المقاومة الإسلامية حماس.

    إن أكثر ما يخيف الصهاينة من هذه العملية هي مسألة الدقة في التخطيط والتنفيذ وإصابة أكثر من هدف في عمق الإمارات والسعودية في وقت واحد، وكذلك مسألة موقف التزام أمريكا بدعم حلفائها التي أصبحت موضع التساؤل بعد العملي، كما يؤكد محللون صهاينة.

    الإمارات مقابل شبوة

    كان الباحث الصهيوني “يوئيل جزاسكي”، من “معهد أبحاث الأمن القومي الصهيوني”، واضحاً في التعليق على عملية إعصار اليمن، الأولى، منطلقاً في تحليله من الواقع اليمني، فهو يعتبر العملية نوع من الضغط قامت به قوات الجيش واللجان الشعبية ضد تصعيد الإمارات والسعودية في مأرب وشبوة.

    الكاتب يثمن أهمية سيطرة “قوات التحالف” على مأرب وشبوة وما سوف تمثله من نقاط في التفاوض، لصالح دول العدوان والحكومة العميلة، ففي هذه المقالة يُبدي الكاتب الصهيوني اهتماماً شديداً بمصير الحكومة العميلة ومستقبلها السياسي، كما يقر الكاتب بالدور الإماراتي الحاسم في هذه المعركة.

    قلق إسرائيلي

    بين الهيمنة الإيرانية والكسل الإيراني، بهذا العنوان بدأ المحلل السياسي الصهيوني “دان شويفتان” من “صحيفة إسرائيل هيوم” مقالته التحليلية التي تُعد أنضج خطاب صهيوني في قراءة أبعاد التحولات الجارية في اليمن، حيث يرى الكاتب أن الحرب الشرسة التي تدور في اليمن تستدعي اهتماماً استراتيجياً لأنه سيكون لها تداعيات إقليمية أبعد من اليمن، وهو ما يعني من وجهة النظر الصهيونية المزيد من دعم المرتزقة والحكومة العميلة ودويلات الخليج ضد اليمن من أجل تلافي تحقق هذه التحولات في صالح شعبنا.

    في تقيمه للوضع التاريخي الراهن في المنطقة ومدى الاستجابة الأمريكية له، يرى الكاتب أن إيران توفر دعماً نشطاً ” لوكلائها في اليمن”، حد زعمه، فيما أمريكا تمارس سياسة حمقاء في الشرق الأوسط ويقصد فيها سياسة التراجع من المنطقة وهي السياسة التي يفرضها الواقع على الولايات المتحدة التي لم تعد قادرة على مواصلة الاحتلال العسكري في العراق وأفغانستان وسوريا وبعد فشل أدواتها الداعشية، ويخرج الكاتب بنتيجة هامة وهي أن هذا الأمر يجب أن يقلق إسرائيل.

    مصير ميناء إيلات وعلاقة أمريكا بحلفائها

    بعد أبو ظبي هل ميناء إيلات هو الهدف التالي؟ تحت هذا العنوان كتب المحلل الصهيوني “يوسي ميلمان” من “صحيفة هارتس الصهيونية”، وللعلم فإن ما يعرف بميناء إيلات هو ميناء أم الرشراش الأردني أحتله الصهاينة في العام 1949م ليمنحهم منفذاً على البحر الأحمر جنوب الأراضي المحتلة وترتبط به سياسة “الأمن القومي” الصهيونية في بعدها البحري، وهي سياسة عدوانية على ضوئها يعطي الصهاينة لأنفسهم الحق ليس فقط في المرور ووسط البحر الأحمر بل وفي ممارسة الأعمال العسكرية.

    تناول الكاتب مسألة الرد على الإمارات من البُعد الخارجي، وفي إطار العلاقة ما بين اليمن ودول محور المقاومة، وإن كان الكاتب يُظهر اليمنيين كأدوات إيرانية كجزء من الدعاية الإيرانية العامة تجاه دول وفصائل محور المقاومة، فيما العلاقة بين اليمن ودول وفصائل محور المقاومة هي علاقة تكاملية بين شعوب أصيلة حضارية في المنطقة لها مصير مشترك فيما علاقة التبعية هي العلاقة التي تنسجها بعض الحكومات العربية مع الكيان الصهيوني ومع الولايات المتحدة وهي كيانات طارئة على المنطقة وليس لها حق التواجد فيها لا الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية ولا الهيمنة الأمريكية بقواعدها العسكرية.

    يرى الكاتب أن عملية ضرب الإمارات “تشهد على شجاعة إيران”، وأنها رسالة مشتركة للولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات والسعودية ، مشيراً إلى أن المسافة التي قطعتها الصواريخ الباليستية والصواريخ المسيرة قادرة على الوصول على إيلات جنوب ” إسرائيل”، كما يؤكد أن “المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية” تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد.

    إن أكثر ما ركز عليه الكاتب وهو مبعث القلق الصهيوني من ضرب الإمارات، هي مسألة الدقة في التخطيط والتنفيذ وضرب أكثر من هدف في ذات الوقت، كما يستنتج الكاتب من هذه العملية انها تؤكد أن “إيران عبر وكلائها في المنطقة ليست في وارد التراجع عن طموحات الهيمنة الإقليمية” حد زعمه.

    ويصل الكاتب إلى نتيجة سياسية هامة مقلقة للكيان الصهيوني والإمارات والسعودية وبقية الأنظمة الموالية لأمريكا في المنطقة وخارجها، وهي أن الضربة اليمنية جعلت من “مسألة التزام أمريكا بدعم حلفائها أصبحت موضع التساؤل”.

    رسالة إيرانية

    الكاتب الصهيوني “عاموس هيرل” من “صحيفة هارتس الإسرائيلية”. هو الآخر ينطلق من البُعد الخارجي للرد اليمني على الإمارات، و”عاموس” يتنأول هذه الضربة “كرسالة إيرانية بعثت بها للغرب عبر اليمن”.

    حيث يفترض الكاتب أن تصعيد الجيش واللجان الشعبية ضد الإمارات (ضبط السفينة، قصف الإمارات في عمليتي إعصار اليمن الأولى والثانية) رسالة إيرانية إلى دول الغرب ضمن المفاوضات النووية، كما يفترض أيضاً أن إيران استغلت الانشغال الغربي في أوكرانيا لتنفذ الهجمات وتضغط على الدول الغربية، ويُقر الكاتب أنه من الصعب على “إسرائيل” مواصلة الضغط في المفاوضات النووية الإيرانية.

    استخدام منظومة “ثاد” في الإمارات

    ينطلق الكاتب الصهيوني “سيث فرتزمان” من “صحيفة جيروزاليم بوست الصهيونية” من البُعد الداخلي في الإمارات للتعليق على عملية إعصار اليمني، في البداية نقل الكاتب كما جاء على لسان الأمريكيين من تشغيل منظومة ثاد واعتراض المسيرات والصواريخ اليمنية.

    علق الكاتب على الخبر الذي نقله معتبراً أن ذلك يُعتبر أول استخدام عملي في حرب واقعية لمنظومة ثاد الأمريكية. ويقر الكاتب أنها لم تنجح في اعتراض كل التهديد، كما يؤكد أن “دعم إيران للحوثيين في اليمن لا يمثل خطراً فحسب على الإمارات والسعودية بل وإسرائيل ايضاً”. حسب زعمه.

    نقلا عن وكالة الأنباء اليمنية سبأ.

  • كان العراقيَّ والسوريَّ مُجتمعاً ومقدسيّاً.. يمانيّاً ولبناني

    ‏كان العراقيَّ والسوريَّ مُجتمعاً
    ومقدسيّاً.. يمانيّاً ولبناني

    كان الكويتيَّ في الأحساء بلدَتُهُ
    وكان في ثورة البحرين بحراني

    من فنزويلّا ومن نِيجيريا ومِنَ
    الرهوَنج والهند.. كُوبيٌّ وأفغاني

    وعالَميٌّ لكُلِّ الأرض مُنتسِبٌ
    وبعد سبعين قُطْرٍ.. كان إيراني

    معاذ_الجنيد
    بطل_الميدان
    شهداءالمطارسر_الانتصار
  • كاتب أردني : الحرب على اليمن.. السعودي ذهب برجليه إلى حرب غير محسوبة النتائج!؟

    قبل ما يقارب على سبعة اعوام، حدّد السعودي، خلال عدوانه على اليمن والمسمّى، حينها، بـ «عاصفة الحزم»، بنك أهداف تضمّن بنى تحتية ومرافق حيوية ومجموعة مطارات وقواعد عسكرية يمنية، وتمّ تدمير بنك الأهداف هذا كاملاً، كما يتحدث السعوديين، وقد برّر السعودي عدوانه هذا، بحجة الدفاع عن شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. ومن جهة أخرى، وقف تقدم «أنصار الله» والجيش اليمني، باتجاه مدينة عدن، مقرّ الرئيس اليمني هادي، حينها.

    حينها وصف بعض الساسة السعوديين، هذه العملية، بـ «الصفعة القوية للتمدّد الايراني في المنطقة العربية». في المحصلة وبغضّ النظر عن الأسباب المعلنة أو المخفية، وراء الكواليس للعدوان السعودي ـ الأميركي على الدولة اليمنية، يمكن القول اليوم وبعد ما يقارب  على سبعة اعوام  ، من الحرب على اليمن، أنّ السعودي ذهب برجليه ، إلى حرب غير محسوبة النتائج ، ستكون لها تداعيات ونتائج خطيرة، بل خطيرة جداً ، على السعودي نفسه ،ومن تابع ما يجري بمأرب واطلاق المسيرات والصواريخ اليمنية على اهداف محددة بدقة في الأراضي السعودية ،سيدرك جيداً حقيقة فشل  السعودي ومن معه بحربه على اليمن .

    في اليمن وداخلياً، يدرك معظم الفرقاء السياسيين اليمنيين، باستثناء جماعة «الإصلاح» الإخوانية وأنصار هادي والمتحالفين مع السعودية، طبيعة مسار هذه الحرب التي تستهدف اليمن، فمعظم صنّاع القرار اليمنيين، على اختلاف توجهاتهم، يعون اليوم وأكثر من أي وقت مضى، أنّ اليمن أصبح بحاجة إلى سياسة ردع دفاعية ، تزامناً مع تراجع اندفاعة السعودي والأمريكي للأستمرار بالحرب على اليمن ، وفرض معادلة صفرية على كل قوى الداخل اليمني المناهضة للعدوان السعودي – الأمريكي على اليمن ، فالصواريخ اليمنية المتساقطة على الاراضي السعودية ، هي رسالة يمنية واضحة للسعودي وللأمريكي ،مفادها أن المعادلة العسكرية في اليمن قد تغيرت ،خصوصاً أنّ المناخ العام في الداخل اليمني والمرتبط بالأحداث الإقليمية والدولية، بدأ يشير بوضوح، إلى أنّ اليمن أصبح عبارة عن بلد يقع على فوهة بركان، قد تنفجر تحت ضغط الخارج، لتفجر الإقليم بكامله.

    وهنا، لا يمكن، أبداً، فصل ما جرى وما زال يجري في سورية والعراق وليبيا ..وو..ألخ، عن الأحداث في اليمن، فهناك معادلة شاملة لكلّ الأحداث والحروب والصراعات التي تعصف بالمنطقة. ومن الطبيعي، أن تكون لهذه المعادلة تداعيات مستقبلية على جميع دول المنطقة.

    وهنا نؤكد على ان أستمرار السعودي في حربه على اليمن، لا يمكن أن يكون الحلّ للملف اليمني، فـ محاولة اقناع الطرف الاخر بالتفاوض عبر الحرب ومحاولة إخضاع الطرف الآخر بالقوة، لإجباره على تقديم التنازلات. ربما تصلح هذه المعادلة في دول أخرى، لكن في دولة كاليمن، لا يمكن أن تصلح أبداً، لاعتبارات عدة.

    وهنا، للتاريخ، نكتب ونقول، إنّ اليمنيين فاجأوا الجميع ونجحوا في استيعاب واستقراء طبيعة العدوان السعودي- الأمريكي ، ونجحوا ببناء وتجهيز إطار عام للردّ على هذا العدوان، ونحن هنا، نتوقع مزيداً من المفاجأت اليمنية للعدوان السعودي. لكن طبيعة هذه المفاجأت وشكلها لا يزالان طيّ الكتمان ولم يفصح عنهما ساسة وعسكر اليمن. لكنّ الواضح أنّ السعوديين بدأوا، بدورهم، التحضير لاستيعاب واستقراء طبيعة هذه المفاجأت.

    يدرك معظم السعوديون حجم الضرر والخطر اللذين قد يلحقان بالسعودية، نتيجة الأستمرار بهذا الخطأ الفادح المتمثل بأستمرار الحرب على اليمن ، بعد أن أثبتت الأعوام السبعة الماضية ، أن هذه الحرب العدوانية مصيرها الفشل ، ومع أن معظم السعوديون يدركون هذه الحقيقة ، ومع ذلك ، لازال البعض منهم يراهن على الحسم العسكري وتصفية المناهضين لهم بالداخل اليمني ؟!.

     ختاماً، يبدو أنّ الأيام المقبلة، ستحمل المزيد من التطورات على الساحة العسكرية اليمنية، فالتطورات العسكرية، من المتوقع أن تكون لها تداعيات عدة، سنشهدها مع مرور الأيام. فهل يستطيع السعوديون تحمّل تداعياتها، خصوصاً أنّ لهم تجارب عدة في الصراع مع الشعب اليمني، منذ عام 1934، مروراً بأحداث عدة، ليس آخرها ولا أولها، أحداث عام 2009، بعد الاشتباك المباشر بين «أنصار الله» والسعوديين في مدينة صعدة اليمنية. ومن هنا، سننتظر المقبل من الأيام، لنقرأ هذه المعادلة بشكل واضح ، تزامناً مع الأوضاع المأساوية للشعب اليمني ،نتيجة العدوان السعودي – الأمريكي على اليمن المستمر منذ مايزيد على سبعة أعوام .

    هشام الهبيشان*كاتب وناشط سياسي – الأردن.

  • (الثورةالاسلامية) انتقال الرعب من قلوب المظلومين إلى قلوب الظالمين

زر الذهاب إلى الأعلى