بيان صادر عن مؤسسة محمديون في الإشادة بالموقف اليمني المقاوم واستهدافه لمطارات الكيان الصهيوني
قال الله تعالى:
﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ [آل عمران: 173]
تحيّي مؤسسة محمديون للثقافة والنشر بإجلالٍ واعتزازٍ الموقفَ البطولي الشجاع الذي اتخذه الشعب اليمني العظيم، والمتمثّل في تنفيذ ضرباتٍ نوعية استهدفت مطارُ بن غوريون للكيان الصهيوني الغاصب، كردٍ صارمٍ على الجرائم المتواصلة التي يرتكبها هذا الكيان بحق أبناء شعبنا الفلسطيني الأبي، وفي خطوةٍ جريئة تُظهر أن المقاومة لا تموت، وأن الأمة ما زالت تملك من يحمل راية الحق ولو اشتدت عليها المصائب.
إن هذا الموقف الوطني والإنساني والإيماني ، يأتي في ظرفٍ دقيقٍ تتصاعد فيه وتيرة العدوان الصهيوني على المقدسات والأرض والإنسان الفلسطيني، في ظل صمتٍ دولي مخزٍ وتخاذلٍ عربي مريب، ليقف اليمن المقاوم كالعادة في وجه هذا التصعيد، مؤكدًا أن قضية فلسطين ستبقى القضية المركزية للأمة، وأن كل فلسطين، من النهر إلى البحر، ملك للشعب الفلسطيني.
وبهذا العمل الجهادي الباسل، فإن اليمن يثبت مرة أخرى أنه جزء لا يتجزأ من محور المقاومة، وأنه خندقٌ متقدم في مواجهة المشروع الصهيو-أمريكي في المنطقة، وأنه رغم عشر سنوات من الحصار والعدوان الوحشي، لم ينكسر، ولم يستسلم، بل واصل درب الكرامة والعزة، ورفع راية المقاومة في وجه الطغاة.
وإذ نثمن هذا العمل الجهادي المبارك، فإننا نراه امتدادًا طبيعيًا لخط الجهاد والمقاومة الذي بدأه أحرار الأمة منذ عقود، ويُشكل رسالةً واضحة بأن زمن الهزيمة قد ولى، وأن المقاومة اليوم ليست رد فعل فقط، بل أصبحت بفضل الله مصدر تهديد حقيقي للكيان الصهيوني، وباتت تملك أدوات وقبل ذلك، هو امتدادٌ لنهج الأنبياء عليهم السلام، الذين أمرهم الله بالجهاد في سبيله، وجعل النصر في نهاية المطاف وعدهً حقًّا للمؤمنين الصابرين، كما قال تعالى:
﴿ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 40]
وقال أيضًا:
﴿ فَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 139]
ومن هنا، ندعو شعوب أمتنا الإسلامية إلى المزيد من اليقظة والوحدة والتكاتف، والوقوف صفًا واحدًا في وجه الكيان الصهيوني ومن يدعمه من قوى الاستعمار والاستكبار العالمي، فلا نجاة للأمة إلا بوحدتها وتمسكها بخيار المقاومة، الذي أثبت عبر التجارب أنه السبيل الوحيد لتحقيق التوازن الاستراتيجي، وإعادة الحقوق المسلوبة.
ونؤكد أن خيار المقاومة ليس خيارًا تكتيكيًا مؤقتًا، بل هو خيار استراتيجي لا بديل عنه، قادرٌ على فرض المعادلات الجديدة، وقلب الموازين، وكسر هيمنة العدو وداعميه.
تحية لأبطال اليمن المقاومين
تحية لكل من حمل سلاح العزة في وجه الطغيان الصهيوني والأمريكي
تحية لكل من اختار الطريق الصعب، طريق الحق والحرية والاستقلال
والنصر حتمًا آتٍ، بإذن الله
والله غالبٌ على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
صادر عن:
مؤسسة محمديون للثقافة والنشر
٦ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ – الموافق ٤ مايو ٢٠٢٥ م الردع والقدرة على إيصال الخطر إلى عمق الكيان.