عندما تتجه كل سهام الباطل نحو إيران، فاعلم أن الحق فيها

السيد جعفر الموسوي – البصرة الفيحاء
حينما نرى أن كل قوى الباطل قد استجمعت طاقتها لمحاربة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ندرك بوضوح أن الحق إلى جانبها، فكما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) حينما سُئل: “كيف نعرف الحق؟”، أجاب: “انظروا إلى سهام الباطل إلى أين تتجه، فثمّ الحق”.
إن الحرب اليوم قد تجاوزت كونها مواجهة عسكرية أو نزاعاً سياسياً، بل بلغت ذروتها في حربٍ عقائديةٍ شاملة، تقودها قوى الاستكبار العالمي ممثلةً في الغرب الكافر بزعامة الشيطان الأكبر أمريكا، وأداته المتقدمة في المنطقة، الكيان الصهيوني الغاصب.
هؤلاء لا يحاربون
بالطبع، إليك المقالة التي طلبت إعادة صياغتها، بلغة فصيحة، قوية، واضحة، محافظة على روحك العقائدية والفكرية، ومناسبة للنشر أو الإلقاء:
⸻
عندما تتجه سهام الباطل إلى الجمهورية الإسلامية… فثمّ الحق
حين تتجمّع قوى الباطل، وتتوحد جبهاته المتفرقة، وتصبّ جام حقدها وغضبها على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإننا – وبلا تردد – نوقن أن إيران على حق. وهذا ما علّمنا إياه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) حين سُئل: “كيف نعرف الحق؟” فقال:
“اعرف الحق تُعرف أهله. انظر إلى من رُميت نحوه سهام الباطل، فثمّ الحق.”
لقد دخلت الحرب اليوم طوراً جديداً، فهي لم تعد فقط صراعاً بالسلاح، أو مواجهةً بين جيوش، بل تحوّلت إلى حرب عقائدية شاملة، تستهدف الإسلام الأصيل، وتمتد جذورها إلى صراع الوجود بين الحق والباطل، بين جبهة المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه) وجبهة الدجال الأكبر، أمريكا والصهيونية العالمية.
هؤلاء يدركون تماماً أن ظهور الإمام المهدي عليه السلام هو نهاية عروشهم، وسقوط طغيانهم، وولادة عالم يسوده العدل والكرامة. ولذلك فإن معركتهم الحقيقية ليست ضد إيران وحدها، بل ضد عقيدة الانتظار، وضد الإيمان بالمهدي، وضد المشروع المحمدي العلوي الذي تتجسّد اليوم نواته في الجمهورية الإسلامية.
ولذلك يسعون بكل جهدهم إلى إضعاف الأمة الإسلامية، وخاصة التشيّع المحمدي الأصيل، بغية كسب الوقت، وتغيير الفكر، وتشويه العقيدة، وصناعة إسلامٍ مزيف، خالٍ من روح الثورة والانتظار.
المنبر الحسيني وموسم المحرّم
ونحن على أعتاب شهر محرم الحرام، فإن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الخطباء الحسينيين الذين يعتلون المنابر، في أن يكونوا بمستوى الوعي والمرحلة، وأن لا يكتفوا بسرد المآسي، بل عليهم أن يكشفوا جذور الحرب الفكرية والإعلامية التي مارستها بنو أمية قبل قتل الإمام الحسين (عليه السلام)، حين حرّفوا الوعي، وزيّفوا الحقيقة، وروّجوا بين المسلمين أن الحسين خرج عن طاعة “وليّ الأمر” يزيد بن معاوية.
إن دور الإعلام الأموي – المدعوم آنذاك من الدولة البيزنطية واليهود – كان مركزياً في تهييج الرأي العام ضد الحسين، وهو ذاته الدور الذي يلعبه الإعلام الغربي الصهيوني اليوم، في تأجيج الشعوب العربية والإسلامية ضد إيران، وتشويه صورتها، وجعل الحق مع الصهاينة، والباطل مع المقاومين.
فإذا لم يُشهر الخطيب سيف الكلمة، ولم يبيّن للشباب حقيقة الصراع العقائدي، فإننا بذلك نحفر قبورنا بأيدينا، ونهيئ الأرض ليصبح يوم عاشوراء مجرد ذكرى عابرة، تنتهي بعبارة “قُتل مظلوماً وانتهى الأمر”!
الحسين مشروع الأنبياء، والمهدي ثمرةُ دمائه
إن الحسين (عليه السلام) ليس مجرد شخصية مظلومة، بل هو خلاصة 124 ألف نبي ووصي، كما أن ثورته لم تنتهِ بكربلاء، بل تجسّدت في مسيرة الظهور الإلهي المقدّس للإمام المهدي المنتظر (عج). نحن اليوم نعيش زمان الظهور، زمان التمهيد، زمان الفرز العقائدي.
وعلينا أن نعدّ أنفسنا وأجيالنا لهذه المرحلة، من خلال تربية الوعي، وتعميق الإيمان، وتثبيت عقيدة الانتظار الإيجابي، الذي لا يعني الترقب السلبي، بل الاستعداد المستمر لنصرة الحق، والتكامل في بناء الذات والمجتمع، من أجل الوقوف تحت راية الإمام حين يُنادى:
“يا أهل العالم إن جدّي الحسين قُتل عطشاناً…”
السيد جعفر الموسوي – البصرة الفيحاء