انتصارات إيران: المكاسب الايرانية والأضرار الاسرائيلية

جعفر الزنكي – البصرة الفيحاء
شهدت الساحة الإقليمية في الآونة الأخيرة تحولات كبيرة، فرضتها انتصارات متتالية حققتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، سواء على صعيد المواجهات المباشرة أو من خلال نفوذها المتزايد في محور المقاومة. وقد أفرزت هذه الانتصارات نتائج متعددة، شملت مكاسب داخلية وإقليمية، كما ألقت بظلالها على الكيان الصهيوني، الذي يعيش أزمة وجودية تتعمّق يوماً بعد آخر. في هذا السياق، نسلّط الضوء على أبرز المكاسب التي حققتها إيران، إلى جانب الأضرار التي لحقت بالعدو الإسرائيلي نتيجة لهذه الانتصارات.
أولاً: مكاسب إيران
1- وحدة الصف الإيراني
أحد أهم الإنجازات الداخلية لانتصارات إيران تمثّل في تعزيز وحدة الصف الداخلي. فقد أدّت التحديات الخارجية، والحرب المفتوحة مع العدو، إلى توحيد مكونات الشعب الإيراني، وتجاوز الخلافات الداخلية، تحت راية المقاومة والدفاع عن الكرامة الوطنية. هذا الاصطفاف الشعبي والسياسي عزّز من تماسك الجبهة الداخلية، ورسّخ روح الصمود والتضحية.
2- كشف المنافقين والخونة
مع تصاعد التوترات، بدأت بعض الأصوات النشاز تظهر من الداخل والخارج، تكشف عن ولاءات مزدوجة أو مواقف متخاذلة. وقد ساهمت هذه المرحلة في فضح المنافقين، سواء من النخب أو الشخصيات العامة، ممن حاولوا بثّ الشكوك أو التشكيك في نهج المقاومة. بذلك، مكّنت هذه الانتصارات القيادة الإيرانية من فرز الصفوف، والتمييز بين المخلصين والمتخاذلين.
3- إظهار قوة إيران أمام المنطقة والعالم
استطاعت إيران من خلال هذه الانتصارات أن تثبت قدرتها على مواجهة الكيان المدعوم من القوى الكبرى، ما عزّز صورتها كقوة إقليمية يُحسب لها ألف حساب. لقد أدركت دول المنطقة أن إيران ليست دولة تبحث عن الفوضى، بل قوة متماسكة قادرة على الردع والتأثير، مما أجبر العديد من الدول على إعادة تقييم مواقفها وتحالفاتها.
ثانياً: الأضرار التي لحقت بالعدو الإسرائيلي
1- تفكك المجتمع الصهيوني
من أبرز تداعيات انتصارات محور المقاومة تفكك النسيج الاجتماعي في الكيان الصهيوني. فقد بدأت الانقسامات تتعمّق بين فئاته المختلفة، سواء على الصعيد الديني أو العرقي أو السياسي. وظهر ذلك جلياً في التظاهرات المتكررة، والاحتجاجات على الأداء الحكومي، وكذلك في نزوح بعض المستوطنين إلى الخارج.
2- الأضرار النفسية والمعنوية
لم تعد خسائر الكيان الصهيوني محصورة في الجانب العسكري أو الاقتصادي، بل امتدت إلى البعد النفسي. فالشعور المتزايد بالخوف، وفقدان الثقة بالقيادة، وانتشار القلق الجماعي بين السكان، شكّلت جميعها عوامل تقوّض مناعة المجتمع الإسرائيلي. لقد باتت صافرات الإنذار جزءاً من الحياة اليومية، والملجأ ملاذاً دائماً، مما يعكس حجم الانهيار المعنوي.
3- اقتراب زوال الكيان
ربما تكون أعظم الخسائر التي لحقت بالكيان الصهيوني هي تلك التي تتعلق بشرعيته وبقائه. فكل انتصار للمقاومة، وكل إخفاق للعدو، يزيد من قناعة العالم بأن هذا الكيان لا يملك مقومات البقاء. فالمعادلة التي كانت تضمن له التفوق قد انكسرت، والتهديد الوجودي بات أكثر وضوحاً من أي وقت مضى.
الخاتمة
تؤكد انتصارات إيران الأخيرة أن المعادلات الإقليمية تتغير لصالح محور المقاومة، وأن الزمن لم يعد يعمل لصالح الكيان الصهيوني. فبينما تكسب إيران وحدةً داخلية، واحتراماً إقليمياً، وتنظف صفوفها من المتخاذلين، يُمنى العدو بخسائر عميقة في أمنه ومجتمعه وروحه المعنوية. ومع استمرار هذا المسار، يبدو أن وعد الإمام الخميني بزوال “إسرائيل” قد دخل طور التحقق، وأن فجر النصر بات أقرب مما يتصور الكثيرون.
نسأل الله تعالى ان يحفظ الجمهورية الاسلامية الايرانية قيادة وشعباً وان يديم عليها الانتصارات.
جعفر الزنكي – البصرة الفيحاء