عنوان المقال: “إيران عمقنا القومي.. وواجب العراق في زمن الأزمات”

جعفر الزنكي البصرة الفيحاء
١٦/٦/٢٠٢٥
في خضمّ التحديات الجسيمة التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها العدوان الصهيوني المتواصل ومحاولات تمزيق محور المقاومة، تبرز أهمية التضامن الشعبي والرسمي بين الشعوب والدول التي تشترك في مصير واحد، وتواجه عدواً واحداً. وفي مقدمة هذه العلاقة التاريخية المصيرية، تأتي العلاقة بين العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي لم تكن مجرد علاقة جوار، بل هي علاقة دم ومصير وروح.
إيران.. سند العراق في أصعب المراحل
لم يكن الدور الإيراني في العراق طارئاً أو مصلحياً، بل كان امتداداً لموقف عقائدي وشعبي ثابت. عندما كان العراق يواجه غزو داعش الوحشي، وقفت الجمهورية الإسلامية إلى جانب العراقيين في أولى اللحظات، وأرسلت مستشاريها وشهداءها لدعم القوات الأمنية والحشد الشعبي. لم تتردد إيران لحظة في الدفاع عن بغداد والنجف وكربلاء والموصل، وكأنها تدافع عن طهران ومشهد وقم. هذه الحقيقة لا يمكن إنكارها، ولا يجوز للعراقي أن يتنكر لها مهما اختلفت الرؤى السياسية.
اليوم.. على العراق أن يردّ الوفاء بالوفاء
تواجه إيران اليوم تحديات غير مسبوقة، بدءاً من الضغوط الاقتصادية والسياسية الدولية، وصولاً إلى التهديدات الأمنية الناتجة عن تصعيد العدو الصهيوني وحلفائه. وفي هذه اللحظة الحساسة، لا بد أن يدرك العراقيون ـ من مختلف مكوناتهم ـ أن وقوفهم مع إيران ليس مجرد موقف تضامن، بل هو واجب قومي وديني وأخلاقي. فإضعاف إيران هو بالضرورة إضعاف لمحور المقاومة، وإضعاف لهذا المحور هو تمهيد لإعادة العراق إلى دائرة الهيمنة والاحتلال والفتن الطائفية.
إيران هي عمقنا القومي لا الجغرافي فقط
الجمهورية الإسلامية ليست فقط جارة للعراق، بل هي امتداد حضاري وثقافي وديني له. القيم التي قامت عليها الثورة الإسلامية ـ من مقاومة الظلم، ونصرة المستضعفين، والاستقلال عن الغرب ـ هي ذات القيم التي نادى بها ثوار العراق منذ فجر ثورة العشرين إلى انتفاضة 1991 وما بعدها. من هنا، فإن التحالف مع إيران ليس مجرد اصطفاف سياسي، بل هو تثبيت لهويتنا الوطنية والسيادية.
كلمة للشعب العراقي
يا أبناء العراق، إن وقوفكم مع إيران في هذه اللحظة هو دفاع عن أنفسكم قبل أن يكون دفاعاً عن غيركم. فكل ضربة تُوجّه لإيران إنما تستهدف قلب بغداد أيضاً، وكل محاولة لتجريد طهران من قوتها، إنما تستهدف إضعاف كربلاء والنجف والبصرة والموصل. فكونوا أوفياء لتاريخ مشترك صنعته دماء الشهداء، ولا تتركوا إيران وحدها في ساحة المواجهة.
جعفر الزنكي البصرة الفيحاء