الفتوى.. نداء السماء والنصر المُبين
جعفر الزنكي البصرة الفيحاء
قراءة إيمانية في فتوَيَي المرجعَين السيد السيستاني و السيد الخامنئي بتاريخ 13 حزيران 2025
في لحظةٍ حاسمة، حين اشتدّت الهجمة على أمة الإسلام من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب، جاء نداء المرجعيّتَين العظيمتين في النجف وقم، السيد علي السيستاني والسيد علي الخامنئي، ليعيد ضبط بوصلة الأمة:
«الدفاع عن الإسلام والمقدّسات واجبٌ شرعي، وعلى المؤمنين أن لا يتأخروا إن دعاهم الواجب في جبهات الشرف والكرامة.»
الفتوى.. حين يلتقي صوتُ المرجع مع صوت الإمام
ما الذي يعنيه أن تصدر فتوى من قم والنجف في توقيتٍ واحد؟
يعني أن الإسلام في خطر، وأن الردّ الشرعي بات فرضًا عينيًّا، وأن المرجعيّة لا تقف على الحياد حين تُستباح الأرض والعِرض والمقدّسات.
لكن الأهم هذه المرّة، أن الفتوى لم تكن لحفظ الشيعة فقط، بل جاءت لكلّ المسلمين، شيعةً وسنّة.
إنها فتوى لحماية الإسلام كلّه لا طائفة بعينها.
وقد أكّد البيانان أن “العدوان لا يفرّق بين مذهبٍ وآخر، فواجب الدفاع لا يعرف الحدود الطائفية، بل يُحمل بالدم والإيمان.”
⸻
من 2014 إلى 2025: الفتوى تصنع تاريخ الأمة
كما فتحت فتوى 2014 طريق النصر على “داعش”، فإن فتوى 2025 تفتح طريق النصر على الاحتلال والغطرسة والهيمنة.
العدوّ تغيّر شكله، لكن روحه واحدة: الإرهاب والتكبّر والطعن في ظهر الأمة.
لذلك الفتوى ليست دفاعًا فقط.. بل هي تحوّلٌ استراتيجي
هذه الفتوى ليست ردّ فعلٍ عابر، بل هي تحوّلٌ في مسار المعركة.
هي ترخيص شرعي لمواجهةٍ شاملة ضد مشروع إبادة الأمة.
ليست حدود إيران أو جنوب لبنان أو غزّة هي المقصودة، بل كل بيت مسلم، وكل قبلة صادقة، وكل محراب طاهر.
وحدة الدم: من النجف إلى غزة ومن قم إلى الفلوجة
هذه الفتوى تعني أن الدم السنّي والشيعي واحد في الدفاع عن القدس.
من ضفاف دجلة إلى ضفاف البحر المتوسط، المجاهد واحد، والقضية واحدة، والعدوّ واحد.
فلا تُشغلوا أنفسكم بالهامش، والتاريخ لا يصنعه الطائفيون، بل المجاهدون.
⸻
الخاتمة: نداء السماء لا يُخلف وعده
إنها ليست كلمات، بل شرارة ربانية تُشعل روح المقاومة.
فتوى تُعيدنا إلى مواقف الحسين، وزينب، وعلي الأكبر، وأبي ذر وسلمان.
هي دعوة للنصر لا تُفرّق بين شيعي وسنّي، بل تُوحد الأمة خلف لواء:
“لا إله إلا الله، محمدٌ رسول الله، والقدس قضيتنا.”
﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا﴾



