دم واحد في عروق الشرفاء ” سَلْطَنَةُ عُمَان واليمن في مواجهة الاستكبار”

بقلم / عبدالله احمد الجنيد ــ اليمن
عندما تهب رياح الشدائد وتُفرز المعادن وتُعرف الحقيقة من وهمها فالمحن كالميزان الدقيق تُثقل به النفوس فتُظهر من هو الكريم الأصيل الشجاع ومن هو المستعار وفي زمن طغى فيه الجبن وساد فيه الصمت وعم فيه الخوف برز شعب من بين الشعوب العربية كأنه الجبل الأشم في وجه العواصف شعب لا يعرف التملص عن الواجب ولا يهاب لومة لائم ولا يهتز أمام الرياح العاتية إنه شعب سلطنة عُمان ذلك الشعب الذي كتب بمواقفه التاريخية فصلاً من نبل العرب وصدق الإيمان وفخر النخوة
لقد رأينا زمانًا كثرت فيه المواقف المُعلبة وتعددت فيه الأقنعة وانكسرت فيه كثير من القيم رأينا عُمان من قلب الخليج ترفع راية الحق عاليًا لا تخفي صوتها ولا تُضيع موقفها ولا تُساوم على الدم الفلسطيني ولا تُغفل عن وجع غزة موقف لا يُقاس بالكلمات بل بالدم وبالروح وباليقين الراسخ أن الحق لا يُساوَم وأن العروبة ليست مجرد لغة أو تراب بل هي دم واحد وقلب واحد وقضية واحدة فعندما اشتد الحصار على غزة وسُكبت الدماء كالأنهار وسُدّت الأبواب في وجه الأطفال والنساء كان شعب عُمان حاضرًا قبل الحدث وحاضرًا خلاله وحاضرًا إلى الأن لم يتأخر يومًا ولم يتوان لحظة بل كان مع أهل فلسطين ومع أهل غزة بكل ما أوتي من قوة من دعاء صادق إلى موقف شجاع إلى دعم إنساني لم يكف عن الصرخة بكلمة الحق حتى وإن كانت تُغضب العواصم وتُزعج المصالح فهو لا يخاف لومة لائم في طريق الله ولا يهاب سطوة الجبابرة لأنهم يعلمون أن العز الحقيقي لا يُقاس بالسلاح أو المال بل بالوفاء للدم والانتماء للإنسان
لقد وقف شعب عُمان بكل أطيافه وبكل فئاته وبكل نبضات قلبه الحيّة وقفة عز لم يتأخر يومًا ولم يفرط في لحظة بل كان حاضرًا بالموقف حاضرًا بالكلمة حاضرًا بالفعل حاضرًا بالروح فلسطين وأهلها في غزة لم يكونوا غرباء عن قلبه بل كانوا إخوة في الدم أبناء وطن واحد رغم البُعد الجغرافي فالروح واحدة والمصير واحد والعدو واحد
وكان عُمان مع اليمن صوتًا واحدًا وقلبًا واحدًا وسهمًا واحدًا في صدر الظلم فاليمن ذلك الجبل المنيع لم يخذل غزة يومًا بل كان لها سندًا ودرعًا وصوتًا يصدح في الفيافي ينادي بالحق ويحذّر من البغي وعُمان بحكمة قيادته ونخوة شعبه لم يُخيب ظن اليمن بل وقف إلى جانبه لا كصديق فقط بل كأخ من لحم ودم كشقيق من رحم واحد من رحم الأصالة ومن رحم المقاومة ومن رحم الإيمان
لقد واجه هذا التحالف المعنوي وهذا التآزر الأخوي قوى الظلال وإمبراطوريات الاستكبار التي تظن أن المال والسلاح يكسّران إرادة الشعوب لكنهم نسوا أن في قلوب هؤلاء الناس إيمانًا بالله لا يُقاس وثقة بوعده لا تهتز وعزيمة لا تلين فشعب عُمان من أصغر طفل إلى أعلى قيادة لم يخف من ترسانات الأعداء ولا من تهديدات السفهاء لأنه يعلم أن النصر ليس بكمية السلاح بل بقوة الإيمان وأن من كان معه الله فمن عليه
وشعب سلطنة عُمان هو شريك الشعب اليمني في الموقف شريك له في العز متمسك بنفس المبادئ يدافع عن نفس القضية فهما ليسا شعبين فقط بل كيان واحد من النخوة من الكرامة من العروبة الأصيلة وهما معًا يُذكّران العالم بأن في هذه الأمة ما زال فيها رجال الرجال في زمن قل فيه الرجال
ونحن أهل اليمن نُعلنها من أعماق قلوبنا أن شعب سلطنة عُمان ليس مجرد دولة شقيقة بل هو أخ لنا في الإيمان وفي الدم وفي النضال نحن معه كما هو معنا في السراء والضراء في الليل والنهار فدم العُماني كدم اليمني طاهر نقي لا يُساوم على كرامة الأمة ولا يفرّط في حق المظلوم
فليعلم العالم كله أن في عُمان وطنًا لا ينحني وفي يمننا شعبًا لا يستكين وأن بينهما أخوّة لا تُكسر وعهدًا لا يُنقض ودمًا واحدًا يجري في عروق الشرفاء
عُمان واليمن ـــ شعبان في قلب واحد وقضية في مصير واحد ونار في عيون الأعداء ونور في درب المستضعفين




