مقالات وبحوث
الجمهورية الإسلامية الإيرانية… قلعة الشيعة وحصنهم المنيع

جعفر الزنكي
البصرة الفيحاء
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين
منذ فجر الإسلام، كان التشيّع صوت الحقّ، وعنوان الولاء لآل بيت النبوة، لكنه كثيرًا ما عاش محاصرًا، مضطهدًا، مطاردًا بين دهاليز الاستبداد والسيف الأموي والعباسي والعثماني، حتى جاء عهدٌ أعاد للتشيّع هيبته، وأحيا الأمل في قلوب المؤمنين.
إنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بقيادة الإمام الخميني (قدس سره) ومن بعده الإمام الخامنئي (دام ظله)، ليست مجرد دولة، بل هي الحصن الحصين للمذهب الشيعي، وراية علي بن أبي طالب (عليه السلام) التي ارتفعت من جديد بعد أكثر من ألف عام من الغياب. فهي بحق ثاني دولة شيعية كبرى في التاريخ، بعد دولة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في الكوفة، التي لم تعمّر طويلًا، لكنها زرعت البذور التي أثمرت اليوم في قم وطهران ومشهد.
إيران اليوم ليست فقط دولة ذات سيادة، بل هي مشروع حضاري متكامل، يُجاهر بولائه لآل محمد (عليهم السلام)، وينشر فكرهم، ويحتضن علماؤهم، ويذود عن كرامة المستضعفين في كلّ أرض.
لقد أصبحت الجمهورية الإسلامية ملاذًا للمؤمنين، وقبلةً للأحرار، وداعمًا صلبًا لمحور المقاومة، من لبنان إلى العراق، ومن اليمن إلى فلسطين. ولولاها، لظل صوت الشيعة مخنوقًا في الزوايا، ومحرومًا من أبسط أدوات الدفاع عن نفسه.
ومن هنا، فإنّ الدفاع عن إيران ليس دفاعًا عن حدودٍ جغرافية، بل عن كرامة مذهب، وحفظ لتراث محمد وآل محمد (عليهم السلام). ومن يسكت عن استهدافها، أو يشمت في جراحها، إنما يسكت عن جراح الحسين، ويطعن في خاصرة الزهراء.
أيّها الأحبة،
اعرفوا نعمة الجمهورية الإسلامية، وقفوا معها قولًا وفعلًا، فإنّها آخر قلعة، وإن سقطت لا سمح الله، فلن تجدوا بعدها مأمنًا ولا نصيرًا. وإن بقيت شامخة – وهي ستبقى بإذن الله – فسيبقى للتشيّع درع وسيف، وراية تهتف: “هيهات منا الذلة”.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جعفر الزنكي – البصرة الفيحاء
١٣-٦-٢٠٢٥
⸻