مقالات وبحوث

“الشعب الإيراني: إرادة لا تنكسر وولاء لا يُشترى”

جعفر الزنكي البصرة الفيحاء

في خضمّ الأحداث المتسارعة التي تعصف بالمنطقة، ومع اشتداد المواجهة بين محور المقاومة والكيان الصهيوني، يبرز الشعب الإيراني مجدَّدًا كقلعةٍ صلبة، شامخة، لم تُفلح عواصف الحصار ولا حملات التشويه الإعلامي في زعزعة جذورها أو إطفاء جذوة إيمانها.

لقد أثبت الشعب الإيراني، مرّةً بعد مرّة، أن إرادته لا تُقاس بالمعايير المادية، بل هي امتداد لثورة قامت على مبادئ الحق والعدل ونصرة المستضعفين، وهو اليوم، كما كان بالأمس، يُجسّد هذا الإرث في موقفه الصلب، الملتف حول قائد الثورة الإسلامية، سماحة السيّد علي الخامنئي (دام ظله)، الذي يشكّل رمزًا لوحدة الأمة وعزّتها واستقامتها.

الولاء للقيادة والثبات على النهج

في أشدّ اللحظات التاريخية حرجًا، عندما تختلط الأصوات وتضيع البوصلة لدى البعض، يظلّ الشعب الإيراني وفيًّا للنهج، متمسّكًا بخطّ الولاية، مدركًا أنّ الالتفاف حول القيادة الشرعية هو صمّام الأمان في وجه المؤامرات الداخلية والخارجية.
لقد واجه هذا الشعب، منذ انتصار الثورة، موجاتٍ من الحصار والضغوط الاقتصادية والنفسية والإعلامية، ومع ذلك لم يتراجع، بل تحوّلت التحديات إلى محفّز للمزيد من الإبداع، والاعتماد على النفس، والتقدّم في مجالات متعدّدة: من التكنولوجيا النووية إلى الصناعات الدفاعية، ومن الاقتصاد المقاوم إلى التقدّم العلمي والمعرفي.

الخيانة لا تمثّل الشعب

في ظلّ هذه الحرب المصيرية، خرجت أصوات نشاز وخيانات داخلية وخارجية تُحاول أن تنأى بنفسها عن القضية، بل وتُقدّم أوراق الولاء لأعداء الأمة. لكن هذه الأصوات – وإن علا ضجيجها مؤقتًا – لا تُمثّل الشعب الإيراني الشريف، الذي قدّم الشهداء، وفتح بيته للمجاهدين، وصنع من أبنائه قادةً في ساحات الدفاع عن القدس، ومظلوميّ اليمن والعراق وسوريا ولبنان.

إنّ كل من تخلّى عن مبادئ الثورة والمقاومة، إنما تخلّى عن نفسه، وخرج من الصفّ، ولن يجد له مكانًا في ذاكرة الشرفاء، لأن الشعوب الحيّة لا تُقاد بالخيانة، بل تُقاد بالعقيدة والإيمان والبصيرة.

رسالة الشعب الإيراني للأمة

رسالة الشعب الإيراني واضحة لا لبس فيها:
نحن مع فلسطين، مع محور المقاومة، مع كلّ مستضعفٍ يُنشد الكرامة والحرية، ونحن خلف قائدنا السيد الخامنئي، لا نحيد عن نهجه، ولا نبدّل تبديلاً. ولسنا ممن تغرّهم الشعارات الجوفاء أو الوعود الغربية، فنحن نقرأ التاريخ، وندرك من هو العدو، ومن هو الصديق.

وفي نهاية المطاف، فإنّ الانتصار لا يُقاس بعدد الجيوش ولا حجم العتاد، بل بعُمق الإيمان، وثبات الموقف، وصدق النية. وفي هذا كلّه، كان الشعب الإيراني – ولا يزال – في طليعة الأمة، شعلةً لا تنطفئ، ونموذجًا للإرادة التي لا تُكسر.

جعفر الزنكي البصرة الفيحاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى